تعرض في الساعات الأولى من صباح اليوم الأربعاء، مركز محاربة داء السل والأمراض التنفسية “بوعراقية” الواقع بحي خوصافات بطنجة، لعملية سطو مثيرة، بعدما تمكن الجناة من سرقة معدات طبية وتقنية ثمينة، حيث تفاجأ موظفو المركز بعد التحاقهم بالعمل صباح اليوم، بتعرض محتويات المركز للسرقة والتخريب، إثر نجاح اللصوص من الولوج وبكل يسر إلى مرافقه، بسبب انعدام الحراسة وغياب كاميرات للمراقبة داخل غرفه ومكاتبها. ومباشرة بعد اكتشاف الجريمة، حلت بالمركز المصلحة الولاية للشرطة القضائية التابعة لولاية أمن طنجة، والدائرة الأمنية الأولى، والشرطة التقنية والعلمية التي عملت على رفع الأدلة الجنائية من مسرح الجريمة للمساهمة في تقدم التحقيقات التي فتحت حول القضية، بتعليمات من النيابة العامة المختصة لدى محكمة الاستئناف بطنجة. وحسب المعطيات الأولية المتوفرة لدى الجريدة بخصوص العملية، فقد تمكن الجناة المفترضون من سرقة مجهر طبي الكتروني دقيق، وحاسوب يحتوي على معلومات وبيانات ومعطيات حساسة متعلقة بالمرضى، ووثائق إدارية وإحصائيات إدارية هامة، فضلا عن تخريب عدة تجهيزات تقنية أخرى تعذر على الجناة حملها معهم. إلى ذلك، فقد طالبت مصادر نقابية على هامش الحادثة، في اتصالها ب “رسالة24” ، بضرورة توفير حراس للأمن الخصوصي دائمين على مدار اليوم 24/24 ساعة، وبشكل دائم يعملون بنظام المداومة الليلية والنهاربة، بالمركز الذي يتوفر على عدة تجهيزات، من بينها آلات مختبر الكشف عن داء السل، التي تقدر الواحدة منها بأكثر من 700 ألف درهم، وأدوية الصيدلية، وتجهيزات غرفة الفحص بالأشعة السينية (الراديو)، بالإضافة إلى تجهيزات قاعات الفحص السريري، وتجهيزات المتعلقة بالخدمات الإعلامية من حواسيب، وغيرها من التجهيزات الإلكترونية الأخرى. وناشدت ذات المصادر، المسؤولين عن القطاع الصحي بالمدينة، بضرورة توفير حراسة دائمة وكافية بالمستوصف الصحي المذكور، وبباقي المستوصفات الأخرى التي تعيش ظروفا أمنية متردية، والتي وصلت حد الاعتداء الجسدي على الأطباء والممرضين والأطر الإدارية، فضلا عن السطو الذي طال في أحيان كثيرة هذه المستوصفات، وذلك حفاظا على سلامة وأمن المشتغلين بهذه المرافق الصحية الهامة، وضمانا أيضا لاستمرار هذه الأخيرة في تقديم خدماتها على الوجه الأكمل، مضيفين أن مثل هذه الأحداث الإجرامية، يمكن أن تنعكس سلبا على مردودية العاملين بالقطاع الصحي، وفي مقدمتهم النساء منهم، حيث يدفعهن تردي الأوضاع الأمنية وهشاشتها، إلى طلب الانتقال إلى مواقع أكثر أمنا واستقرارا، الشيء الذي ينتج عنه نقصا حادا، وخللا بينا في توزيع الموارد البشرية، بسبب الفراغ الذي تحدثه هذه الإنتقالات. معلوم أن مركز بوعراقية لمحاربة داء السل والأمراض التنفسية، والذي يشتغل به 7 أطباء اختصاصيين، و4 ممرضين، و5، يستقبل أكثر من 120 مريضة ومريض يوميا، وهو ما جعل منه أهم مركز طبي متخصص في محاربة داء السل والأمراض التنفسية على صعيد جهة طنجةتطوانالحسيمة.