أعاد انهيار جزء من منزل في الساعات الأولى من صبيحة يوم أمس الثلاثاء، شبح الموت لسكان المدينة القديمة بالدار البيضاء، دون أن يخلف الحادث خسائر في الأرواح البشرية، لكنه خلف حالة من الهلع لدى السكان، ظن معها البعض أنه الفاجعة ستعيد نفسها بعد تلك التي وقعت ببركون في رمضان المنصرم، خصوصا وأن الحادث وقع حوالي الساعة الواحدة بعد منتصف الليل، حسب ما علم لدى شهود عيان. وذكرت المصادر نفسها في تصريح ل"رسالة الأمة"، أنه قد سادت حالة استنفار قصوى لدى السلطات الأمنية والمحلية عقب انهيار جزء من المنزل المتواجد بدرب دكالة الزنقة 1 ب"كلميمة"، حيث تم تسييج المكان بحواجز حديدية في الاتجاهات المؤدية، من وإلى المنزل المنهار، تجنبا لانهيار باقي جدرانه، خاصة وأن المنطقة مأهولة بالسكان، إضافة إلى عوامل الطقس التي تؤدي إلى تآكل الجدران بسبب الرطوبة وهطول الأمطار، حيث تعيش المدينة القديمة على إيقاع خطر محدق وممكن الوقوع في أية لحظة. هذه الأوضاع الهشة للبنايات بهذه الأحياء، تجعل عددا من العمارات والمنازل العشوائية في مجموعة من الأحياء الهامشية بالعاصمة الاقتصادية مع كل فصل شتاء، أو مع كل التساقطات المطرية مهما كان حجمها، عرضة للانهيارات بناياتها، وهي الانهيارات التي تخلِف، في كل مرة، ضحايا في الأرواح وخسائر مادية مهمة في ممتلكات العائلات المتضررة، سواء تعلق الأمر بالمباني التي تعود لعهد الاستعمار أو الحديثة البناء، نظرا لهشاشة البناء وعدم احترامه للقوانين المعمول بها، وغياب المراقبة والتتبع أثناء عمليات تشييدها من قبل "محترفي" البناء العشوائي، والذين يلجأون إلى التواطؤ مع بعض أعوان السلطة ورجال السلطة من أجل تشييد أحياء "البؤس" توضع رهن إشارة الفقراء والنازحين من الضواحي، وتجعل من بيوتهم حزام موقوت مهدد في كل لحظة بفاجعة إنسانية، لعل أفجعه كارثة انهيار مخلفة 13 ضحية، وهي الفاجعة التي مازالت تدور فصولها داخل دهاليز المحكمة الابتدائية بالدار البيضاء.