رسالة 24- عبد الحق العضيمي / تصوير: عبد الله أسعد // كشف امحند العنصر، الأمين العام لحزب الحركة الشعبية، المنتهية ولايتيه، أن حزبه غير راض عن “التأخير في التعامل مع الأمازيغية كلغة رسمية”، وعن “إصلاحات تتقاذفها أمواج نزعات سياسوية عقيمة يدفع المواطنين ثمنها”. العنصر الذي كان يتحدث خلال افتتاح المؤتمر الوطني الثالث عشر لحزبه، اليوم الجمعة، بالرباط، قال: “إننا في الحركة الشعبية، ولو أننا نشارك في الحكومة، فإننا نؤمن أنه من واجبنا إثارة انتباه حلفاءنا في الحكومة إلى الطابع الإستعجالي لبعض القضايا وراهنيتها، وهنا نعلن أننا لسنا راضون عن التأخير في التعامل مع الأمازيغية كلغة رسمية استجابة لإرادة شعبية ومطلب شعبي أوصى بتنزيلها ومنصوص عليها دستوريا”. وأضاف العنصر الذي يتجه نحو الظفر بولاية أخرى على رأس حزب “السنبلة”، الذي يترأسه منذ سنة 1986، أن هيئته السياسية غير راضية عن عدد من الإصلاحات، التي وصفها ب”المهمة”، وقال إن هذه الإصلاحات “تتقاذفها أمواج نزعات سياسوية عقيمة يدفع المواطنين ثمنها”. وأعرب الأمين العام للحركة الشعبية، عن انشغاله مما أسماه “البطء الذي يعرفه اصلاح التعليم والتكوين”، مشددا في الوقت ذاته على أن العالم القروي “في حاجة إلى استراتيجية تنموية حقيقية، وليس لحلول ترقيعية لإسكات بعض الاحتجاجات هنا وهناك، وهي احتجاجات مافتئت تتزايد، وتتخذ أحيانا وللأسف بعض مظاهر العنف”، وفق ما جاء على لسان العنصر، الذي أضاف أن المسيرة النضالية لحزبه، والممتدة منذ 60 سنة، وتجدره الراسخ في ربوع المملكة يمنحه “الطموح للعب أدوار طلائعية من أجل مغرب أفضل تتكافؤ فيه الفرص وتتساوى فيه الحظوظ، ويضمن مستقبل كل ابناءه وبناته”. وتابع العنصر أن هذا “الطموح ليس مستحيلا، وان ما يلزمه هي مبادرات سياسية وجريئة، لا يمكن أن يكون وراءها إلا أحزاب كالحركة الشعبية، تؤمن بالمغرب وبقدرته على احداث التغيير في هدوء وانسجام، وبقدرته التقدم دون فتح الباب على المجازفة، والمجهول مغرب قوي وموحد بمؤسساته وعلى رأسها المؤسسة الملكية”، حسب تعبيره. وزاد المتحدث ذاته قائلا “إننا في الحركة الشعبية لا نسعى أن نختار مقاربة شعبوية تسعى إلى دغدغة المشاعر عوض الانكباب على عمق الاشكاليات، وبين مقاربة تصادر فيه سلطة المال حق المواطن البسيط، إننا وإن كنا نؤمن بالقيم الليبرالية المنسجمة مع هويتنا الأصيلة، وفي صدارتها قوة المبادرة الحرة فإننا في نفس الوقت ندافع عن دور الدولة كمقنن ومدافع عن حقوق الضعفاء”، مؤكدا أن حزبه يريد “توزيعا عادلا ومنصفا للثروة ولفوائد النمو”. كما شدد العنصر على ضرورة “العمل على تأهيل المؤسسات، ومنح البرلمان مكانته المحورية في التشريع والممارسة الديمقراطية، وضمان استقلاله المالي والاداري وإصلاح نمط الاقتراع”، مشيرا إلى أن هذا المطلب ما فتئ حزبه يجهر به “لتحصين الناخب ضد كل أشكال الفساد الانتخابي”. وفيما يخص الحوار الاجتماعي، ابرز العنصر إن حزبه مؤمن بالحوار “الذي يجب ان يحكم كل الخلافات بما فيها الحوار الاجتماعي”، مؤكدا أن النقابات “شركاء محوريون لا يمكن بناء المغرب الاجتماعي إلا معهم وبهم، في احترام متبادل لحقوق الكل”، قبل أن يعتبر أن إغلاق الباب “لا يمكن ان يكون حلا للمشاكل العالقة، سيما وأن التنمية وإعادة التوازنات لا يمكن تحقيقها إلا في إطار سلم اجتماعي حقيقي”، يقول العنصر. يشار إلى أن افتتاح المؤتمر الوطني للحركة الشعبية، عرف حضور عدد من قيادات الأحزاب السياسية، وضمنهم أعضاء من المكتب السياسي لحزب الاتحاد الدستوري، يتقدمهم الاستاذ عبد الله الفردوس، والحبيب الدقاق، وحسن عبيابة، وأحمدو الباز.