عقد حزب الحركة الشعبية أول مؤتمر له، في تاريخه السياسي، في غياب مؤسس الحركة ورئيسها الشرفي، المحجوب أحرضان، الذي أقعده المرض. وتوج المؤتمر بخلافة امحند العنصر نفسه على رأس حزب السنبلة، بعدما حسم الأمور مسبقا. (كرتوش) ولم يثر غياب أحرضان انتباه العديد من المؤتمرين بقدر ما أثارت كلمة عبد الإله بنكيران، رئيس الحكومة، والأمين العام لحزب العدالة والتنمية، جدلا بين الحركيين، بعدما وصف الديمقراطية الداخلية لحزبهم ب"الغريبة"، إذ قال بنكيران، في افتتاح أشغال المؤتمر الوطني الثاني عشر لحزب الحركة الشعبية، أول أمس السبت بالرباط، موجها كلامه للحركيين "أنتم حزب غريب كنسمعو عندكم الصداع، ولكن كنشوفوكم عائلة واحدة، وكاتجيو مجتمعين ومتافقين". وأضاف رئيس الحكومة باستغراب "لديكم مرشح وحيد، وهذه هي ديمقراطيتكم"، داعيا الحركيين إلى التماسك أكثر لإنجاح الإصلاحات، التي تباشرها الحكومة، ومنوها بعمل الفريق الحكومي، الذي تشارك به الحركة الشعبية في التحالف الحكومي الرباعي. ولم ترق الأوصاف، التي أطلقها رئيس الحكومة على الحركة الشعبية العديد من قيادات الحركة، إلا أنهم فضلوا عدم التعليق على ما قاله بنكيران في حقهم اعتبارا منهم أن رئيس الحكومة ضيف لدى مؤتمر الحركة الشعبية و"واجب كرم الضيف لا يليق بالاحتجاج عليه"، هكذا صرح أحد الحركيين ل"المغربية"، متمنيا ألا تكون لكلمة رئيس الحكومة أبعاد تهكمية على الحركيين. من جهته، دعا امحند العنصر، الأمين العام، الذي جددت فيه الثقة أمس الأحد لولاية ثانية تستمر لأربع سنوات، في كلمته الافتتاحية لأشغال المؤتمر الوطني الثاني عشر للحزب، إلى تقوية الجبهة الداخلية لمواجهة خصوم الوحدة الترابية، وإلى التسريع في وتيرة الإصلاحات، وإدماج الأمازيغية في المنظومة التعليمية، والتسريع بتنزيل الجهوية الموسعة، وإلى تجنب المناوشات فيما بين أحزاب التحالف الحكومي، المشكل من أحزاب العدالة والتنمية والتجمع الوطني للأحرار والحركة الشعبية والتقدم والاشتراكية. وقال العنصر إن "الحركة الشعبية غير راضية عن التأخر الحاصل في تبوؤ الأمازيغية المكانة اللائقة بها، التي أوليت لها في دستور 2011"، مبديا انزعاج الحركة الشعبية من تأخر الحكومة في تنفيذ الإصلاحات الجوهرية، "بسبب صراعات سياسوية لا تجدي نفعا"، حسب قول العنصر، الذي انتقد العمل الحكومي الذي تأخر في تنظيم المؤسسات الجديدة الواردة في الدستور، وفي مقاربتها الاجتماعية لمعالجة مشاكل العالم القروي، داعيا الحكومة إلى وضع استراتيجية وطنية، وفق مقاربة تشاركية مع جميع الشركاء، تعمل على تنمية البوادي المغربية.