أكد رئيس مركز الإعلام والاتصال بالمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو)، الخبير المغربي المحجوب بنسعيد، اليوم الأربعاء بدكار، على الأهمية القصوى لتكوين الأطر والقيادات الدينية في الترويج للصورة الصحيحة عن الإسلام ومواجهة الحملات الإعلامية المسيئة إليه. جاء ذلك في كلمة خلال الجلسة الافتتاحية لورشة العمل الإقليمية حول “تدريب القيادات الدينية المسلمة على استعمال تقنيات الإعلام الجديد في التواصل مع الشباب وتوعيتهم بقيم السلم والمواطنة بإفريقيا”، التي تنظمها (الإسيسكو) على مدى يومين بالتنسيق مع اللجنة الوطنية السنغالية لليونسكو وإيسيسكو. وقال بنسعيد إن “الشعوب المسلمة في القارة الإفريقية تواجه اليوم حملات تشويه بواسطة وسائل الإعلام، (…) تسعى لتشكيك المسلمين الأفارقة في مدى صلاحية الثقافة الإسلامية لمواكبة العصر، وزعزعة إيمانهم بالقيم الإسلامية الاصيلة القائمة على الوسطية والاعتدال”، مؤكدا “أهمية دور الأئمة والدعاة في إبراز المعلومات الصحيحة عن الإسلام والرد على الحملات الإعلامية المسيئة إليه”. وأبرز في هذا الصدد حرص منظمة ايسيسكو على مواصلة تنفيذ الأنشطة ذات الصلة بتوظيف تقنيات الاتصال والإعلام استناد للإطار العام لبرنامجها للرد على حملات التشويه الإعلامي للإسلام وحضارته”، والذي يعتبر أن الدعوة الإسلامية من أبرز المجالات الكفيلة بالإسهام في تصحيح المعلومات الخاطئة عن الإسلام وتحسين نظرة الآخر له. وأشار بنسعيد إلى “برنامج تكوين الأئمة لفائدة المسلمين خارج العالم الإسلامي” الذي اعتمدته المنظمة، وذلك استجابة لمطالب الجالية المسلمة في العالم بضرورة توفير وإعداد الأطر الدينية التي تسهر على أداء وظائفها الشرعية المنوطة بها، وصيانة القيمين من كل أشكال التطرف والغلو، وإدانة كل أشكال الإرهاب والعنف. من جهته، أكد مدير الاتصال بوزارة الاتصال والمواصلات السلكية واللاسلكية والبريد والاقتصاد الرقمي، حسينو ديين، على “الدور الاساسي” للقيادات الدينية في النهوض بقيم السلم والمواطنة في صفوف فئة الشباب، معتبرا أن اختيار التكنولوجيات الحديثة للإعلام والاتصال كأداة مفضلة للحوار بين الطرفين يعد أمرا وجيها للغاية، لاسيما مع الثورة الرقمية التي تشهدها القارة الإفريقية منذ سنوات، والتي غيرت في العمق المعيش اليومي لساكنتها، وللشباب على الخصوص. وحسب ديين، فإن هذه الورشة التي يشارك فيها أئمة ودعاة من دول موريتانيا، وكوت ديفوار، وبوركينافاسو، وبنين، ومالي، وغينيا، والسنغال، تشكل مناسبة متميزة لتبادل المعارف والتجارب وتقديم مقترحات وجيهة لتحقيق أهدافها. وتهدف ورشة دكار إلى تطوير قدرات الأئمة والدعاة في استعمال تقنيات الإعلام الجديد من أجل التواصل مع الشباب وتوعيتهم بمخاطر التطرف والعنف والإرهاب، وحثهم على الالتزام بقيم السلم والحوار والمواطنة والمساهمة في تنمية بلدانهم. وتميز اليوم الأول لهذه الورشة بتقديم الخبير الإعلامي المغربي، السيد عبد الوهاب الرامي، عرضا حول “الصور النمطية عن الإسلام والمسلمين في وسائل الإعلام”. ويتضمن برنامج الورشة عرض ومناقشة تجارب الدول المشاركة في مجال توظيف المؤسسات الدينية لتحصين الشباب من مخاطر الخطاب الإعلامي المتطرف للجماعات الإرهابية في منطقة الساحل الإفريقي وجنوب الصحراء، وعقد جلسات عمل تطبيقية حول تقنيات توظيف الإعلام الجديد من أجل تحقيق هذه الغاية. كما يتضمن البرنامج دراسة سبل تطوير آليات التبليغ والتعريف بالإسلام وبقيمه السمحة الداعية إلى الوسطية والاعتدال والتعايش والتسامح.