ظاهرة غريبة تلك التي عاشتها مستشفيات مراكش يوم عيد الأضحى، حيث اكتظت ردهاتها بجرحى ومصابين بواسطة سكاكين لذبح الأضاحي، بسبب أخطاء في عملية الذبح أو السلخ، قام بها أشخاص غير محترفين لمهنة الجزارة والذين يكثرون خلال يوم العيد، حيث يتحول معظم المواطنين الى جزارين ، اما حبا في ذبح أضحيتهم وسلخها بأنفسهم، والبعض الآخر يقوم بها من أجل جني بعض الاموال خلال هذا اليوم ، الشيء الذي يؤدي في الغالب إلى هاته الحوادث التي جعلت مستشفيات المدينة الحمراء تكتظ بهؤلاء الجرحى المصابين بسكاكين لا يحسنون استعمالها. وقد عرف يوم العيد توافد العديد من الحالات المتفاوتة الخطورة على مستعجلاتها، حيث استدعى بعضها القيام بعملية جراحية من أجل انقاذ اصبع أو ذراع من البتر لهؤلاء الذين تطفلوا على مهنة لا يجمعهم بها الا الفضول، أو الجشع وإغراء الدراهم. وبذلك يكون هؤلاء الابطال الخارقون قد حولوا متعة العيد الى نزيف لدمائهم قبل دماء الخروف ، وجرح أياديهم قبل جرح الخروف، للتحول الاضحية الى أضحيتين ، "الخروف "و "جزار متطفل" ، هذا الاخير الذي قضى يوم العيد فوق سرير بالمستشفى بدل أن يقضيه رفقة الاهل والاصدقاء مستمتعا بالشواء، والبعض الاخر ممن حالفهم الحظ وكانت اصابتهم لا تستدعي المكوث في المستشفى واكتفى الاطباء برتق جراحهم ، فقد قضوا يوم العيد وهم يتألمون من جراء هاته الجراح ، بدل التمتع بأجوائه الساحرة. كم كان هؤلاء في غنى عن الوقوع في ما وقعوا فيه ، لو أسندوا الامر الى أهله ، وتركوا مهنة لا يفقهون فيها قبيلا من دبير ، ولا يتوفرون على أي خبرة فيها ، ولا يتميزون بأي دراية بأسرارها ، حيث أن اللعب بالسكاكين والمدى الحادة ، ليس بالأمر السهل، ويحتاج الى خبرة في مهنة الجزارة. الحوادث من هذا النوع لم تقتصر على الرجال فقط بل على النساء ايضا حيث شهد اليوم الثاني للعيد ، أصاب العديد منهن بجروح متفاوتة الخطورة ، حيث تحولت العديد من النساء الى جزارات، وذلك بعدما عمدوا الى تقطيع الخروف الى أجزاء، وقاموا بتفصيله ، بواسطة" مقدات" و"سكاكين" لا يحسنون استعمالها في تطفل واضح على مهنة الجزارة التي باتت مهنة الجميع خلال أيام العيد.