أفادت تصريحات مواطنين من الدارالبيضاء أن ارتفاع سعرعملية الذبح يسرق منهم فرحة العيد ويحول سرورهم إلى سخط وغضب ضد انتهاز بعض الجزارين المناسبة لطلب مقابل يتجاوز أحيانا 300 درهم. عملية ذبح الخروف بأحد المنازل (خاص) وأوضحت آراء مواطنين، استقتها "المغربية"، حول أجواء الاحتفال بعيد الأضحى، أن ارتفاع الطلب يوم العيد على الجزارين يرفع من سعر عملية الذبح، خاصة في بعض الأحياء الراقية، ويحول الابتهاج، الذي تستقبل به الأسر هذا اليوم، إلى سخط، بسبب نزاعات ومشاداة كلامية بين رب الأسرة، الذي يقتنع بدقة عملية السلخ، والجزار، الذي يطالب بالتسريع في أداء أجرته، ليبحث عن زبون آخر. قال سعيد، تاجر بحي الأندلس بالدارالبيضاء، ل"المغربية"، إن سعر عملية الذبح تتراوح، حسب أحياء العاصمة الاقتصادية، بين 100 درهم بالمناطق الشعبية والهامشية الآهلة بالسكان، و300 بالأحياء الجديدة، القليلة الكثافة السكانية والراقية. وأضاف سعيد أن الجزار المهني ينهي عملية الذبح وتحضير سقيطة الخروف في ظرف 30 دقيقة، باستعمال آلات خاصة بعمليات النفخ والسلخ، كما يحافظ على "الهيدورة"، التي تستعملها النساء بالمنزل، ولا يطلب أزيد من 150 درهما مقابل المهمة التي أنجزها، فيما يستغل بعض الجزارين الموسميين، الذين وصفهم سعيد بالمتطاولين على الحرفة، الخصاص في بعض الأحياء البعيدة، ويطالبون بأجور تفوق طاقة صاحب الخروف. ولارتفاع سعر عملية الذبيحة، وعدم إتقان المهمة، قرر مصطفى، أحد المواطنين، الذين عانوا ما وصفه بابتزاز أحد الجزارين الموسميين السنة الماضية، نحر أضحيته بنفسه خلال العيد، موضحا، ل"المغربية"، أنه أدرك العبرة، التي يتداولها العامة من خلال القول "لي ما يذبح شاتو ويرقع كساتو ويقرا براتو متو احسن من حياتو"، لأنه فعلا يجب على رب الأسرة، حسب مصطفى، أن ينحر خروفه بنفسه، كما كان في عهد الأجداد، وفي عملية الذبيحة يشارك الأبناء، يضيف مصطفى، بل ويتعاون الجيران، فيتجلى مفهوم التضامن الذي تحث عليه التقاليد والأعراف. المنحى نفسه أفصح عنه أحمد، موظف في وكالة للتأمين، الذي قال، ل"المغربية"، إن بعض الجزارين يستغلون مناسبة العيد للمطالبة بسعر يفوق قدرة العديد من الأسر البيضاوية، كما ينتهز فئة من الشباب الفرصة لاحتراف المهنة، ما يؤدي إلى وقوع أخطاء في عملية الذبح، ونشوب مشاداة ونزاعات بعدد من البيوت المغربية. اعتبر أحمد أن غياب سعر موحد بين الجزارين هو سبب للمشاكل، التي يواجهها المواطنون يوم العيد، وعدم توفر رخص لممارسة الذبيحة يسيء إلى مهنة الجزارة، كما أن تنقل بعض الجزارين بين أزقة بعض الأحياء الشعبية بملابس ملطخة بالدماء، وسكاكين طويلة وحادة تثير الخوف. وقال رضوان الزويتني، كاتب عام النقابة الوطنية للتجار والمهنيين، فرع مكتب مجازر بلدية المحمدية، ل"المغربية"، إن صاحب الخروف يجب أن يأخذ بعين الاعتبار طرق الذبح والسلخ في أداء المقابل، لأن هناك بعض العمليات التي تريح النفس، بإتقان المهمة والحفاظ على نظافة السقيطة، فيما يوجد بعض المتطاولين على الحرفة، الذين لا يجيدون المهمة، وبالمقابل يطالبون بأسعار لا تناسب الخدمة التي قدموها. وتحدث الزويتني عن الأعمال التطوعية لعدد من الحرفيين، في عدد من الأحياء الشعبية، حيث يزورون زبناءهم، خاصة منهم الأرامل والمسنون، يوم العيد، لذبح الاضحية، أخذا بعين الاعتبار جودة العلاقة القائمة بينهم. اعتبر الزويتني كلفة 300 درهم بالنسبة للخروف، الذي كلف صاحبه 3000 درهم، منطقية، لأنه المواطن الذي اختار الجودة في الأضحية، يجب أن يبحث عن الجودة في عملية ذبحه، ولكل مهمة سعر مناسب، لأن الحرفي بدوره يريد استغلال العيد لتزويد دخله. تحدث الزويني، بالمناسبة، عن التفكير في صيغة للذبح بالمجازر، في إطار تجنب المشاكل البيئية، التي تخلفها أحشاء الأضاحي، واستبعد تقنين مهنة الذبح في المناسبة، كما استبعد توحيد السعر، لأن لكل خروف سعر يناسب حجمه، مشيرا إلى وجود بعض الأسر، التي تذبح الأبقار والماعز. وتفاديا لسوء التفاهم، الذي يواجهه بعض المواطنين يوم العيد، يجب الاتفاق على المبلغ، الذي سيقدمونه للجزار، يقول الزويتني، حتى لا يتأخر صاحب الكبش على تحضير السقيطة، كما لا يتسنى للجزار أداء المهمة والانتقال لزبون آخر.