مكارم الأخلاق "التزام, مسؤولية, متعة " شعار الدورة الثانية للجامعة الخريفية لمنظمة الشبيبة الدستورية في دورتها الثانية بمركز التكوين والاصطياف التابع لوزارة الشباب والرياضة بأصيلا، والتي افتتحت فعالياتها يوم 25 شتنبر الجاري وتستمر إلى 30 منه. وخلال الجلسة الافتتاحية أكد الأخ مصطفى صياح مدير الدورة الثانية للجامعة الخريفية ورئيس هيئة الخبراء، أن هذه الدورة تمر في أجواء من المسؤولية والأخلاق والشفافية والديمقراطية كما تتميز بتأسيس اتحاد الطلبة الليبراليين وبأوراش تكوينية وجدولة غنية بالفقرات تتنوع بين عروض وندوات تطرح قضايا ومواضيع أساسية هامة وآنية في المجال السياسي والاجتماعي والاقتصادي وفقرات ثقافية ومسابقات رياضية. وفي مداخلة للأخ إبراهيم فتاحي، عضو المكتب الوطني لمنظمة الشبيبة الدستوية، أوضح من خلالها أن الإنسان لا يمكنه أن يكون مسؤولا وأن يؤدي واجبه وأن يكون فاعلا في مجتمعه ومتميزا في حياته وقادرا على الفعل والأداء، إن لم تكن هناك قواعد أخلاقية، ولا يمكنه أن يكون إنسانا يتمتع بالسمو في هذا الوجود. وأشار الأخ إبراهيم فتاحي أن منظمة الشبيبة الدستورية تقوم على أسس إنسانية مسؤولة وجادة وفاعلة غايتها مصلحة الإنسان في كل مكان وزمان لمصلحة هذا الوطن. ومن جهته، أشار الإعلامي رشيد البلغيتي أن موضوع علاقة الأخلاق بالسياسة طرح في نقاش قديم وأية محاولة للبحث في هذا الموضوع ترجعنا إلى بديات الفلسفة الإغريقية، فالأخلاق، يقول رشيد البلغيتي، هي مجموعة من التمثلات أحيانا نتفق حولها وأحيانا نختلف حولها، وعندما شهدت دول ومجتمعات حروبا أهلية فأحيانا كانت حول تمثلنا للأخلاق يضيف البلغليتي، مشيرا إلى أن تنظيم الدول الإسلامية "داعش" عندما تقطع رؤوس الناس فهي بالنسبة لها تمارس الفضيلة وتنفذ شرع الله وتبرر جرائمها من داخل النص الديني لأنها ذات أهداف وتصورات سياسية. من جانب آخر، قال الدكتور عبد العلي بنيعيش رئيس مركز ابن رشد للدراسات الفكرية والأبحاث الفقهية المعاصرة وأستاذ مؤسس لماستر المالية الإسلامية بكلية المتعددة التخصصات بتطوان، أن الفصل 7 من الدستور يخول للأحزاب السياسية تأطير المواطنين وتكوينهم سياسيا وتعزيز انخراطهم في الحياة العامة من أجل تدبير الشأن العام ولا يجوز أن يكون هدفها المساس بالمقدسات الوطنية، أو الأسس الديمقراطية أو الوحدة الترابية للمملكة، مستشهدا في هذا الإطار بالحديث النبي والشريف: "من يريد الخير في الدنيا فل يقتدي بأخلاق النبي"، أما العنف الدموي، يضيف الدكتور عبد العلي بنيعيش، فلا مكانة له في الشريعة الإسلامية، مضيفا في السياق ذاته، أن التسامح والرحمة والاعتدال من أروع مكارم الأخلاق النبوية. وقال الدكتور عبد العلي بنيعيش إن الأخلاق "طوب وحجر" منتوج مهني صالح للاستعمال في كل المجتمعات حيث يوجد فيه جيل من الشباب يبحث عن أخلاق مبنية على أسس التسامح والحوار البناء، و"نحن في مجتمعنا المغربي نبحث عن القيم والعطاء والمسؤولية فالأخلاق تجمعت في جميع الأديان السماوية وبدون أخلاق لا يمكن أن نساير الركب الحضارة والإنسانية". وتميزت فعاليات أشغال الدورة الثانية للجامعة الخريفية لمنظمة الشبيبة الدستورية بورشة تناولت محاور: "مكارم الأخلاق في السياسية، الفن، كالتربية في الحياة الاقتصادية والاجتماعية والرياضية. ويوم دراسي حول "مسودتي مدونة قانون الجماعات والجهات" التي أطرها الأستاذ مصطفى البحياجي في موضوع "الجهوية الموسعة "، والتي ألقت استحسانا هاما في مناقشتها المستفيضة، و"مشروع القانون التنظيمي للجماعات المحلية" و"الحكامة المحلية". كما ستعرف أشغال هذه الدورة تنظيم مناظرة وطنية حول "المشاركة الشبابية في العمل السياسي". وستصدر عن الدورة الثانية للجامعة الخريفية لمنظمة الشبيبة الدستورية توصيات ومقترحات عملية لفائدة الشباب المغربي. وقد تميز افتتاح الدورة الثانية للجامعة الخريفية لمنظمة الشبيبة الدستورية بحضور وازن للعديد من الفعاليات من جميع أقاليم المملكة ومشاركة أزيد من 200 مشارك ومشاركة يمثلون كل جهات المملكة، بالإضافة إلى ممثلين عن المعهد الوطني الديمقراطي الأمريكي NDI الذي قدم عرضا حول تدبير الحملات الانتخابية. ولنا عودة إلى تفاصيل الدورة الثانية للجامعة الخريفية لمنظمة الشبيبة الدستورية