تواصل عناصر الشرطة القضائية بأمن الحي المحمدي عين السبع، التحقيق مع قاتل " عبد القادر مول الديسير" بإضرام النار عمدا. وحسب مصادر مطلعة فقد تمكنت عناصر الشرطة القضائية من إلقاء القبض على المتهم الملقب ب" ولد الزروالية" من ذوي السوابق العدلية، بمدينة الناظور بناء على معلومات أدلى بها أحد اقارب المتهم. هذا الأخير الذي اتصل بعناصر الشرطة مفيدا أن الجاني يحاول الفرار إلى إحدى القرى بمدينة الناظور التي توجد تحت النفوذ الترابي للدرك الملكي. وانطلقت الأبحاث، واتجهت عناصر القسم القضائي إلى مدينة الناظور حيث تم الاتصال بقريب المتهم، الذي أخبرهم أن الجاني أخبره بجريمته، ثم اتجه نحو المنزل من أجل أخذ فسط من الراحة، قبل سفره في الليل إلى إحدى القرى النائية والاختفاء هناك عن الأنظار. انتقلت عناصر شرطة الدارالبيضاء بتنسيق مع عناصر الشرطة بمدينة الناظور إلى عين المكان، حيث تم اعتقال الجاني الذي حاول الفرار عبر سطح المنزل، لكن محاولته باءت بالفشل بعد محاصرة الأمن للحي بأكمله. فتم اقتياد الجاني تحت حراسة أمنية مشددة إلى الدارالبيضاء، من أجل استكمال التحقيق. ومن خلال محاضر الإستماع، صرح المتهم أنه قام بجريمته، انتقاما لشرفه، حيث سبق للضحية " عبد القادر مول الديسير" ان اعتدى عليه في حي المدرسة بالحي المحمدي، وسط عدد من أبناء حيه حيث طعنه بسكين من الحجم الكبير، الأمر الذي لم يستسغه الجاني معتبرا أن الأمر " طعن في رجولته" ، وصرح قائلا " طعنني في رجولتي أمام أبناء الحي فقررت الإنتقام منه"، مع أول فرصة سانحة. وأفاد الجاني أنه اقتنى قنينة بنزين، ثم توجه نحو "دورة مداكرة" حيث يبيع الضحية سلعته من الفواكه، أمام مسجد حي عادل، وفي غفلة من الضحية الذي كان ينتظر خروج المصلين من المسجد بعد أدائهم صلاة الجمعة، سكب البنزين على المتهم ثم أشعل النار في جسده بسرعة البرق، اندلعت النيران وسمع صراخ قوي للضحية وهو يتدحرج على الأرض في محاولة منه إخماد الحريق، غير أن عددا من المصلين والمارة ساعدوه واتصلوا برجال الشرطة والوقاية المدنية، فنقل الضحية إلى مستشفى ابن رشد، وادخل العناية المركزة حيث أصيب بحروق من الدرجة الثالثة، فوافته المنية صباح الأحد الماضي. انتقلت العناصر الأمنية إلى حي التقدم بالحي المحمدي بالبيضاء من أجل إجراء معاينة موضوعها إضرام النار عمدا في حق شخص، ليتم ربط الإتصال بالضحية بالمستشفى الجامعي ابن رشد، وقد أكد على أنه وصباح يوم الحادث وأثناء قيامه بعمله كبائع للفواكه فقد تفاجأ بشخص وهو يتجه نحوه من الخلف، فصب عليه البنزين وأشعل النار في جسده، ليغادر توا نحو وجهة مجهولة، وأضاف بأن الفاعل سبق وأن عرضه للعنف والسرقة سابقا. وهو نفس الأمر الذي أكده شهود عيان أثناء إجراء المعاينات بمسرح الحادث. مباشرة بعد ذلك عملت الضابطة القضائية العاملة بالمنطقة الأمنية الحي المحمدي عين السبع على فتح تحقيق وبحث في شأن الجاني، حيث تم تشخيص هويته وقامت بتحريات ميدانية لأجل إيقافه كما تم نشر وتعميم مذكرة بحث على الصعيد الوطني مرفوقة بصورة الجاني من أجل توقيفه في وقت وجيز، خصوصا وأن فرضية محاولته مغادرة مدينة الدارالبيضاء كانت واردة وبقوة. وبتاريخ 15 شتنبر 2014 فقد تمكنت المصالح الأمنية العاملة بمدينة الناظور، وبناء على مذكرة البحث الوطنية المنجزة من طرف الشرطة القضائية لأمن عين السبع الحي المحمدي، من إيقاف شخص تنطبق عليه مواصفات الجاني، ليتم إخضاعه لعملية بحث بناء على تعليمات النيابة العامة، وهو الأمر الذي أفضى إلى أن الموقوف يبقى فعلا الجاني الرئيسي، بحيث اعترف بآقترافه جريمة إضرام النار عمدا في حق بائع الفواكه، وذلك مرده إلى خلاف نشب بينهما. وتجدر الإشارة إلى أن الضحية قد فارق الحياة ليلة 14 شتنبر 2014 متأثرا بحروقه، كما أنه وفي إطار التنسيق الأمني بين مختلف ولايات الأمن، فقد أمرت النيابة العامة بإحالة الجاني على فرقة الشرطة القضائية بأمن عين السبع الحي المحمدي من أجل تعميق البحث وتقديمه إلى العدالة بتهمة إضرام النار عمدا والقتل مع سبق الإصرار والترصد.