يومه الأحد 28 مارس انتهت جولة فرقة سيرك مونتي كارلو بالحسيمة والتي قدمت خدماتها طيلة أربعة أيام بمصلى المدينة، وهي الجولة التي أسالت بعضا من المداد الصحافي حول إمكانية تدنيس مصلى مدينة الحسيمة باعتباره مكانا مقدسا وخلقت تبرما لدى عدد من ساكنة المدينة. وبالرغم من هذا وذاك، فإنه لحد الساعة لم يصدر أي بلاغ أو توضيح رسمي بهذا الصدد من المجلس العلمي المحلي للحسيمة لتوضيح ما يجري من نقاش حول هذا الأمر ما أدى إلى استغراب عدد من الفعاليات المدنية بالمدينة. وفي حين تتحدث مصادرنا عن احتمال عودة "نقابة تجار سوق ميرادور" إلى مطالبة باشا مدينة الحسيمة باسغلال مصلى المدينة في عملية ترحيلهم المؤقت، بعد أن كان رفض الفكرة باعتبارها مكانا مقدسا، فإن أطرافا أخرى تشير إلى أن فرقة سيرك مونتي كارلو قد قدمت بطاقات دعوة مجانية لبلدية الحسيمة يصل عددها إلى حوالي 500 بطاقة، في حين لم يصدر عن بلدية الحسيمة أي تأكيد أو نفي للخبر مما خلق لبسا كبيرا لدى عموم المواطنين خاصة في ضوء المعطيات غير المؤكدة عن احتمال إعفاء الفرقة من الرسوم المفروضة على اللوحات الاشهارية التي وزعتها في جل أرجاء المدينة. ويبدو أن مشاكل فرقة سيرك مونتي كارلو التابعة لشركة "افينتو" لصاحبها "سهيل عبيد" لا تنتهي، خاصة بدول العالم الثالث التي لم تألف هذا النوع من الأنشطة التجارية الترفيهية، حيث أن ذات الشركة كانت قد وقعت في ورطة مع السلطات اللبنانية في شهر غشت الماضي حين تم استصدار قرار من وزارة الزراعة بترحيل الحيوانات التي تتوفر عليها فرقة سيرك مونتي كارلو "5 أسود و 3 نمور وشبلة واحدة" بعد أن جرى "التلاعب في بياناتها وإخفاء ملفاتها الحقيقية، إضافة الى مخالفة إجراءات إدارية ومحجرية بيطرية في عملية دخولها إلى لبنان وفي طريقة نقلها من مصر براً عبر الحدود الأردنية والسورية"، وهي المسطرة التي تم تحريكها بناء على مراسلات وتقاريرجمعية «حيوانات لبنان» وسكريتارية اتفاقية التجارة الدولية للأنواع المهدّدة بالانقراض من الحيوانات والنباتات البرية (سايتس). ومن المعلوم أن اتفاقية «سايتس» تعطي أهمية وحماية مختلفة لأكثر من 28 ألف نوع من النباتات و5 آلاف نوع من الحيوانات الفطرية المدرجة على ملاحقها الثلاثة، ويتطلب الاتجار بها سواء بالتصدير، أو إعادة التصدير، أو الاستيراد الحصول على ترخيص مسبق، اصطلح على تسميته بإذن «سايتس» من الجهة المعنية، وتعتمد درجة حماية الأنواع على وضعها الراهن ومدى تأثرها بالاتجار العالمي، ولا يتوفر لدينا حاليا أي تأكيد حول مصادقة المغرب على الاتفاقية، إلا أن دولا أخرى حول العالم رفضت استقبال السيرك رغم عدم توقيعها على الاتفاقية، وذلك بعد أن وجه السكرتير التنفيذي لاتفاقية "سايتس" جان سيلار نداء إلى العالم من أجل اتخاذ كل الإجراءات المؤدية إلى مصادرة الحيوانات، وذلك بعد مخالفة أصحابها للقواعد الدولية المتعلقة بالشحن والتصدير في أية دولة تمر بها. هذا وتستغرب بعض الجهات التي كانت على علم بالمسألة من عدم تمكن الجمعيات البيئية بالحسيمة من الكشف عن هذا الأمر خاصة تلك التي أصبحت تتوفر على رصيد تاريخي طويل من الاشتغال.