بمزيد من الغبطة والسعادة، أتقدم إليكم، أصالة عن نفسي ونيابة عن العاملين في قطاع التربية والتكوين بإقليم الناظور، بأطيب التهانئ بمناسبة اليوم الوطني لجمعيات آباء وأمهات وأولياء التلميذات والتلاميذ. ولا تخفى عليكم الدلالات العميقة، لتخصيص الوزارة يوم 30 سبتمبر من كل سنة للاحتفال بجمعيتكم. فالوزارة وهياكلها ومصالحها المركزية والخارجية، وكل المنتسبين إليها، يعتبرون الجمعية ركنا ثابتا ضمن الأطراف المتدخلة في العملية التعليمية التعلمية، ومساهما فاعلا في تطوير الفعل التربوي داخل المدرسة المغربية؛ وقناة سيارة للروابط الاجتماعية والعلاقات بينها وبين الأسر؛ فخصتها المنظومة التربوية بمكانة هامة، وأصدرت القوانين والمذكرات والقرارات التي تضمن تواجدا وازنا ومهما للجمعية ضمن هياكل التدبير التشاركي للفعل التربوي على المستويات المركزية والجهوية والإقليمية والمحلية. ولا ينكر أحد أهمية حصيلة أداء جمعية آباء وأمهات وأولياء التلاميذ، ونتائجها الإيجابية والمشجعة، فقد قامت بأدوارها المنوطة بها، وساهمت في الرفع من وعي الآباء والأمهات وأولياء التلاميذ، وتحسيسهم بدورهم الأساسي في النهوض بأوضاع المؤسسات التعليمية تربويا وإداريا، وفي تطوير خدماتها، والمساهمة في إشعاعها الاجتماعي والثقافي والفني. بل وحتى في التوعية بحقوق التلاميذ وحمايتها والدفاع عنها، بالرغم من بعض الإكراهات التي تحول دون تحقيق كل ما نطمح إليه في هذا المجال، فمازال هناك كثير من الأسر لا تعير الأهمية المستحقة لجمعيات آباء وأمهات وأولياء التلاميذ، بل وتستهين بدورها في المؤسسة التعليمية، وبما يمكن أن تقدمه من خدمات لفائدة التلاميذ، بسبب غياب عامل الثقة الكافية في الجمعيات من قبل الأولياء. ما زالت أمامنا كثير من الطموحات التي نأمل تحقيقها في مجال إصلاح نظامنا التربوي وبنيتنا التعليمية وحياتنا المدرسية، لتطوير التعليم وتحسينه وتحقيق الجودة التعليمية، فورش الإصلاح التربوي لا ينتهي أبدا ما دامت الحياة قائمة على وجه الأرض، وما دام التقدم العلمي التكنولوجي متواصلا. فشعار (جميعا من أجل مدرسة النجاح) يجعل قضية التربية والتعليم هي قضية الجميع بدون استثناء، فيتعين علينا جميعا، مدرسين وآباء تكثيف الجهود لأجل توعية سائر الآباء والأمهات بضرورة الالتفاف حول المؤسسة التعليمية ودعم أنشطتها ومشاريعها، لأنها كلها تستهدف النهوض بأحوال المتعلمين والارتقاء بهم وتنمية مهاراتهم، وتتوخى في النهاية مصلحتهم التي تحقق طموحاتكم في أبنائكم وبناتكم الذين نعزهم جميعا، فهم رأسمالنا الذي تعول عليهم بلادنا في التقدم واحتلال مكانتها بين الأمم. والله ولي التوفيق. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. محمد البور