أنهت مصالح الأمن بسلا، الأسبوع الماضي، البحث في ملف جريمة قتل ارتكبت بدافع الغيرة والسكر، وأحالت مرتكبها ومساعده، بعد إعادة تمثيل وقائع الجريمة، على الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف، الذي قرر عرضهما على قاضي التحقيق بمحكمة الجنايات بسلا. أشرفت المنطقة الأمنية بسلا، يوم زوال الأحد الماضي، على إعادة تمثيل وقائع جريمة قتل بشعة ذهب ضحيتها مخمور في منزله بحي تابريكت، قبل حوالي أسبوعين. وتقرر موعد إعادة تمثيل وقائع الجريمة بعد اعتقال المتهم الرئيسي وشريكه، واعترافهما بالمنسوب إليهما. وحضر عملية إعادة التمثيل محمد الوليدي، رئيس الأمن والعربي حشلاف، العميد المركزي، وممثل الوكيل العام للملك ورئيس فرقة الشرطة القضائية بسلا، إضافة إلى عدد من رجال وأعوان السلطة المحلية ورئيس الدائرة الأمنية الثانية. وحسب رواية القاتل للأحداث، كان يتردد دائما على منزل الهالك لمشاركته شرب الخمر واستهلاك المخدرات، وفي أحيان أخرى، كان يأتيان بعاهرات لقضاء ليال حمراء رفقتهن. وذكر المتهم في اعترافاته أنه علم، في الجلسة التي انتهت بالجريمة، أن الهالك ضاجع فتاة كان على علاقة غير شرعية معها، فشعر بغضب، وطالبه بالابتعاد عنها، وهو ما جعل الهالك يردد عبارات أهانت كرامته، وأثارت غضبه. وحسب رواية الجاني، فإن الأمور تطورت نحو الأسوأ، خصوصا بسبب السكر والتخدير، فعمد إلى نزع إحدى أرجل طاولة خشبية ووجه بها ضربات إلى الهالك في الرأس، مشيرا إلى أن الأمر كان يدخل في إطار الدفاع عن النفس. وأوضح المتهم أن الهالك تصدى له بقوة، وحاول الاعتداء عليه، لكنه أقدم على كسر قنينة زجاجية ووجه له بها طعنة في العنق، مشيرا إلى أنه شعر برعب وندم كبيرين بعدما شاهد الدماء تفور بغزارة من عنقه، وأكد أنه غادر منزل الهالك للبحث عن وسيلة لإنقاذه، أو استدعاء سيارة الإسعاف. وفي الطريق، حسب أقواله، صادف منحرفا يعرفه، فطلب منه العودة رفقته إلى البيت لمعرفة الوضعية الصحية للمصاب، فاكتشفا أنه فارق الحياة. وعوض أن يقدم المتهم نفسه إلى العدالة، جمع كل ما كان في البيت من منقولات ومؤثثات، بمساعدة المتهم الثاني الذي شاهد الضحية جثة هامدة وسط بركة من الدماء أن يتراجع عن فعلته أو يقوم بتبليغ العدالة عن وقوع الجريمة. وقد عمل المتهمان على نقل المسروقات في عربة وتوجها بها إلى جوطية ثم عملا على بيعها إلى أحد الأشخاص، ألقي القبض عليه هو الآخر وسلم إلى العدالة بتهمة شراء وإخفاء أشياء متحصل عليها من جناية. وبعد أن تسلما أموالهما، اختفى المتهمان عن الأنظار، إلى أن تمكنت الشرطة القضائية من إيقافهما بعد يومين من البحث والتحقيق دون توقف. وكان الجيران، الذين يسكنون في الطابق العلوي بالمنزل، أول من اكتشف الجريمة، وسارعوا إلى تبليغ مصالح الأمن، نظرا لاشتباههم في تعرض الهالك لأذى، خصوصا أنهم سمعوا صوت الشجار والمعركة، لكنهم اعتبروا الأمر عاديا نظرا لأن الضحية كان دائم السكر والتخدير في بيته، وكثير الشجار مع رفاق الشرب. وبعد أن استصدرت الشرطة القضائية أمرا من النيابة العامة لاقتحام المنزل، عثر على الجثة وسط بركة من الدماء المتجلطة، كما عوينت آثار فوضى كبيرة في الغرفة، وأوان زجاجية مكسرة. وبناء على المعلومات التي أدلى بها الجيران، تم التحرك في اتجاه حي الانبعاث، حيث يقطن الجاني، ليلقى القبض عليه، ويقود إلى شريكه في السرقة والتاجر الذي اقتنى منه المسروقات.