أجرت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون مباحثات في تونس التي تزورها لتقديم الدعم السياسي والمالي الاميركي لتونس ما بعد عهد الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي، التي بدات عملية انتقال ديمقراطي. وتباحثت كلينتون غداة وصولها مساء الاربعاء الى تونس قادمة من مصر، مع الرئيس المؤقت فؤاد المبزع ورئيس الوزراء الباجي قائد السبسي ونظيرها التونسي المولدي الكافي. وفي اول زيارة تقوم بها الى تونس ما بعد بن علي اكدت هيلاري كلينتون ان "الآمال" التي اثارتها الثورة التونسية يجب ان تتحول الى "نتائج" ملموسة. وقالت لدى زيارتها مقرا للهلال الاحمر التونسيجنوب العاصمة التونسية ان "هذه الثورة اثارت الكثير من الآمال وعلينا الان ان نحولها الى نتائج، وهذا يمر عبر اصلاح اقتصادي واصلاح سياسي". واضافت لاحقا "ان الشعب التونسي صنع مجددا التاريخ. لقد اظهرتم للعالم ان التغيير السلمي ممكن". وتابعت بحضور نظيرها التونسي "لقد وقفت الولاياتالمتحدة الى جانب تونس خلال فترة استقلالها، وسنكون معكم في عملية انتقالكم الى الديمقراطية والازدهار ومستقبل افضل". وعرضت، في معرض تطرقها الى انتخابات المجلس الوطني التاسيسي المقررة في 24 تموز/يوليو المقبل لوضع دستور جديد لتونس، مساعدة تقنية اميركية في هذا المجال. وينتظر ان تكون انتخابات تموز/يوليو التي سيختار فيها مجلس تاسيسي لوضع اسس جمهورية ثانية في تونس، اول انتخابات حرة في تونس المستقلة منذ 1956. كما عرضت كلينتون دعما تكنولوجيا وفي مجال التدريب لمنظمات وجمعيات المجتمع المدني. واثارت الوزيرة الاميركية خلال مباحثاتها مع المسؤولين التونسيين، عدة اشكال من الدعم المالي والاقتصادي للعملية الانتقالية الجارية في تونس. من جهة اخرى شاركت كلينتون خلال هذه الزيارة في برنامج تلفزيوني لقناة نسمة الخاصة اجرت خلاله حوارا مع الجمهور. واستغلت هذه الفرصة لتكرر ان واشنطن تريد "اقناع مجلس الامن الدولي (هذا الخميس) بالسماح بمزيد من التحركات" ضد نظام الزعيم الليبي معمر القذافي "بما فيها فرض منطقة حظر جوي والتعرف حينها على عدد الدول المستعدة فعلا للقيام بما يسمح مجلس الامن الدولي به". واضافت في لهجة تحذير "ان تونس تدرك جيدا انه اذا لم يرحل القذافي فانه سيعمل على الارجح على اثارة مشاكل عندكم وفي مصر وفي اي مكان هذا من طبعه". وقبل ان تبدأ كلينتون جولتها الحالية التي شملت ايضا فرنسا ومصر، اكدت انه من الاساسي ان تكون مصر وتونس المحاذيتان لليبيا من الشرق والغرب "نموذجين لنوعية الديموقراطية التي نريد ان نراها". وقالت إن ذلك يشكل "رهانا هائلا". وكانت الولاياتالمتحدة ادركت سريعا حجم الانتفاضة التي اسقطت بن علي في 14 كانون الثاني/يناير بعد 23 عاما من الحكم المطلق. وبعد تسعة ايام فقط من فرار بن علي الى السعودية ارسلت الى تونس جيفري فيلتمان المسؤول الكبير في الخارجية الاميركية. وفي 23 شباط/فبراير زار تونس مساعد وزيرة الخارجية وليام برنز لتشجيع السلطات الجديدة على "ضمان الاستقرار" و"تنظيم انتخابات حرة وشفافة في افضل الآجال".