اعتبرت اللجنة الإسلامية بإسبانيا، في بلاغ لها توصلت أندلس برس بنسخة منه اليوم الأربعاء، أن قرار إحدى المدارس شمال إسبانيا بمنع تلميذة مسلمة من متابعة دراستها بشكل عادي لارتدائها الحجاب "يعد خرقا للدستور الإسباني الذي يضمن الحق في التمدرس وحرية التدين والاعتقاد". وقد نددت اللجنة الإسلامية، المكونة من الفدرالية الإسبانية للهيئات الدينية الإسلامية (فيري) واتحاد الجمعيات الإسلامية (أوسيدي) بقرار المدرسة الإعدادية ببلدة أرتيشو، شمال غرب إسبانيا، بمنع التلميذة الإسبانية من أصل مغربي إخلاص حكيم من متابعة دراستها لارتدائها الحجاب، بعد أن قامت إدارة المدرسة بتغيير قوانينها الداخلية. وأكدت اللجنة الإسلامية أن كل قوانين البلاد كيف ما كان نوعها يجب أن تكون مطابقة للدستور الإسباني الذي ينص بنده 16.1 بوضوح لا لبس فيه "ضمان الحرية الأيديولوجية والدينية وحرية التعبد للأفراد والجماعات بدون قيود" كما يضمن حق الأفراد والجماعات في المجاهرة بعقيدتهم. وقالت اللجنة إن ارتداء الحجاب لا يفرض على أحد ولا يمنع "وإنما هو لباس يتم ارتداءه عن قناعة وبكل حرية وفي كامل الاحترام وعليه فعلى الجميع احترام الفتيات المسلمات واحترام اختياراتهن". وأكدت اللجنة الإسلامية أن الفتيات المسلمات اللواتي يخترن ارتداء الحجاب لهن الحق في متابعة الدراسة، بما أن هذا الحق يضمنه الدستور الإسباني للجميع وبما أن لباسهن لا يؤِثر على أحد ولا يحد من حرية الآخرين. وذكرت اللجنة أن من واجب إدارة المدرسة التي منعت التلميذة إخلاص حكيم من متابعة دراستها "تربية الأجيال على التسامح واحترام الآخر واحترام معتقداته الدينية والسياسية والنقابية والفلسفية والاجتماعية وليس العكس". ويذكر أن إحدى المدارس ببلدة أرتيشو (غاليسيا، شمال غرب) عاقبت التلميذة المسلمة من أصل مغربي إخلاص حكيم طوال، 12 سنة، بمنعها من المشاركة في كل الأنشطة الموازية غير الدراسية لارتدائها الحجاب، وهي الآن مهددة بالطرد إذا ما راكمت عددا من الإنذارات التي تتلقها يوميا من إدارة المدرسة إذ هي لم تتخلى عن لباسها. وفي تصريح لأندلس برس، أكد والد التلميذة، رضوان حكيم أن إدارة المدرسة قامت في بداية السنة الدراسية بتعديل في قانونها الداخلي لمنع وضع أغطية للرأس داخل الأقسام بما فيها القبعات والمناديل، مع العلم أن المستهدف بالأساس هن التلميذات المسلمات اللواتي يرتدين الحجاب. وأضاف رضوان حكيم أن ابنته أخبرت بأنها ممنوعة من المشاركة في الأنشطة الموازية للمدرسة بسبب زيها الإسلامي، "ليلة قبل مشاركتها في برنامج تلفزيوني محلي مخصص للتلاميذ المتفوقين في دراستهم". وتحاول عمدة بلدة أرتيشو، الاشتراكية بيلار ساوطو، إيجاد حل لهذه القضية المفتعلة، خاصة وأن الطفلة إخلاص كانت ترتدي الحجاب في مدرسة أخرى بنفس البلدة دون أية مشاكل تذكر، قبل أن يتم نقلها إلى المدرسة الجديدة مع عدد كبير من أبناء حيها، بعد ان فتحت هذه الأخيرة أبوابها بداية الموسم الدراسي الحالي.