أقدم سجين يوجد رهن الاعتقال في السجن المركزي في القنيطرة، بداية هذا الأسبوع، على إضرام النار في زنزانته، احتجاجا على طول المدة التي ما زال يقضيها في العزلة. وذكرت المصادر أن النزيل الذي يدعى «طباشير» وصل إلى حالة نفسية جد رهيبة لاستمرار إدارة المؤسسة السجنية في وضعه في العزلة منذ ما يفوق 6 أشهر، وهو ما دفعه إلى محاولة الانتحار عن طريق إحراق نفسه. وقالت المصادر ذاتها إن هذا الحريق أسفر عن إصابة أحد النزلاء «ع. إ. ب»، الذي يقضي العقوبة نفسها بحالة اختناق شديد دفعت مسؤولي السجن إلى نقله، على وجه السرعة، إلى المستشفى، لخطورة حالته الصحية. من جانب آخر، يخوض المعتقل «م. ه.» إضرابا مفتوحا عن الطعام احتجاجا على الأوضاع المتردية التي يعرفها السجن المركزي في القنيطرة وتنديدا بالاستفزازات والمعاملة اللاإنسانية التي يتعرض لها من طرف مصطفى الحجلي، مدير السجن. وقالت عائلة السجين، البالغ من العمر 52 سنة، والذي يعاني من داء السكري والقصور الكلوي، إن وضعيته الصحية أضحت تشكل خطرا كبيرا على حياته، لاسيما أن إدارة السجن تمنع أفراد أسرته في كل زيارة من إدخال الطعام المخصَّص لمرضى السكري وتجبرهم على شراء المواد الغذائية من داخل السجن، رغم أن هذا الأخير لا يتوفر على الأغذية المخصصة لهذه الفئة. ويصر المضرب عن الطعام على ملاقاة الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف في القنيطرة وإيفاد لجنة تحقيق من أجل الوقوف على المعاناة التي يتعرض لها، حسب إفادات العائلة نفسها. يذكر أن السنة المنصرمة عرفت وفاة أربعة سجناء، بسبب ما يتعرضون له من مضايقات وسوء المعاملة، وقال مصدر مطلع إن كلا من «ر. ب.» و«ب. م.» و«ب. أ.» لقوا حتفهم جراء الإهمال الذي عانَوا منه، في حين كان الإضراب المفتوح عن الطعام الذي خاضه السجين «ع. م.» سببا في وفاته.