فتحت السلطات الإسبانية تحقيقا حول مصير التبرعات والصدقات التي يتوصل بها الإمام المغربي، عبد الوهاب الحوزي، إمام مسجد شارع «النورد» بمدينة ليريدا شمال غرب البلاد الذي تم إقفاله أخيرا، والمعروف بتوجهاته الدينية الوهابية. وذكرت مصادر صحافية إسبانية، أن السلطات الإسبانية توصلت بشكوى تتهم الزعيم الديني الحوزي، بسوء تدبير الأموال والهبات التي يتوصل بها من المحسنين، بغرض بناء مسجد جديد، بعدما قامت السلطات البلدية بالمدينة بإقفال مسجد «شارع النورد» للمرة الثانية في شهر شتنبر الماضي، بدعوى عدم تناسب قدرته الاستيعابية مع عدد المصلين الذين يقصدونه، والذي يصل في بعض الأحيان إلى ألف، بينما لا تتعدى قدرته ثلاث مائة مصلي، وهو ما يهدد سلامة المصلين. وصرح الإمام المثير للجدل في اسبانيا، والمعروف بتوجهاته الدينية الوهابية، أنه يعتزم بناء مسجد بتمويل مغربي سعودي، أكبر بثلاث مرات من المسجد الذي أغلقته سلطات المدينة أخيرا، واضطر بعد ذلك مسلمو المدينة إلى أداء صلاة الجمعة في الشارع، كما كشف عن رغبته نشر تجربة «الشرطة الدينية» التي أطلقها في مدينة ليريدا الإسبانية، لتعم بلديات أخرى في إقليم كاتالونيا، وهو ما أثار مخاوف إسبانية من تفشي الفكر الوهابي، الذي يدعو إليه ويتبناه الحوزي، بين أفراد الجالية المسلمة في كاتالونيا، وبالتالي ظهور جماعات إسلامية متطرفة ترفض الاندماج في المجتمع الإسباني. وكان الحوزي قد أطلق ما أسماه ب»الشرطة الدينية»، وهي ذات مهام شبيهة بتلك التي تضطلع بها هيأة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في المملكة العربية السعودية، وهي مكونة من ستة أشخاص مهمتهم ضمان التزام المسلمين المقيمين بالمدينة بالضوابط الدينية طبقا للمذهب الوهابي. وفي حال عدم التزام المسلمين بهذه الضوابط، يقوم أفراد الشرطة الدينية بتوقيفهم في الشارع و»تنبيههم» أمام العموم، وفي حال عدم الرجوع عن «الخطأ»، تتم الدعوة إلى مقاطعتهم من قبل مسلمي المدينة، تجاريا واجتماعيا، ومنعهم من حضور مختلف الأنشطة التي تقام في المركز الإسلامي. الصباح