تعيش مصالح الأمن والدفاع المدني حالة استنفار قصوى، بعد أن خلفت التساقطات المطرية الغزيرة، التي تشهدها المملكة منذ يومين، أزيد من 40 قتيلا ومفقودا، في مختلف مدن المملكة، بينما تعرضت عدد من الطرق للشلل التام، في حين تقرر إغلاق المداس في العاصمة الاقتصادية الدارالبيضاء، اليوم الثلاثاء. وأفادت مصادر موثوقة أن واد الغبار في مدينة بوزنيقة جرف صباح الثلاثاء، حافلة لنقل المستخدمين، مشيرة إلى أن عناصر الدفاع المدني انتشلت حوالي 18 جثة، بينما جرى إنقاذ أربعة آخرين، بينما ضابط في الوقاية المدنية ومستخدمين آخرين في عداد المفقودين. وذكرت المصادر أن الحصيلة مرشحة للارتفاع، مشيرة إلى أن معطيات وردت، صباح اليوم، تتحدث مصرع طفل قاصر في الدارالبيضاء، نتيجة صعقة كهربائية. من جهة أخرى، أكدت القيادة الجهوية للوقاية المدينة بولاية طنجة تطوان (شمال المغرب) أن شخصا اعتبر في عداد المفقودين قد تكون جرفته السيول القوية لواد امريجات بدائرة مقريصات بمحافظة وزان. أما بمحافظة شفشاون، فقد تمكنت عناصر الوقاية المدنية من إنقاذ ثلاثة أشخاص من الموت المحقق جراء السيول الجارفة، بعدما انتشلت شخصا من وادي سيي فلاو بمنطقة الدردارة (9 كلم عن شفشاون)، فيما أنقذت شخصين آخرين بوادي إفراتن بمنطقة تلمبوط بقيادة بني أحمد. وتعاني العاصمة الاقتصادية حالة اختناق تام، بعد أن تحولت شوارعها إلى وديان، عقب انسداد قنوات الصرف الصحي. وغمرت المياه منازل السكان في عدد من الأحياء، ووجد الموظفون صعوبة كبيرة في الانتقال إلى مقرات عمليهم، في حين أن العديد من السيارات تضررت وتوقفت وسط الشوارع، بعد أن غمرتها المياه، التي تسربت إلى المصحات، والمؤسسات العمومية، وحاصرت العديد داخل سياراتهم. وعلم، الثلاثاء، لدى المكتب الوطني للسكك الحديدية أن حركة القطارات شهدت اضطرابات إثر توقف مؤقت لحركة النقل بين الدارالبيضاء والرباط بسبب التساقطات المطرية الغزيرة. وفي مدينة أكادير، أكدت السلطات المحلية أنه جرى تكثيف التعبئة واليقظة لتجنب المخاطر المحتملة لسوء الأحوال الجوية جراء التساقطات. وأوضح بلاغ أن لجنة لليقظة، تتألف من المصالح الأمنية والمصالح التقنية المعنية وبلدية أكادير، اجتمعت، الاثنين، بأمر من محافظ جهة سوس ماسة درعة عامل عمالة أكادير إداوتنان محمد بوسعيد، من أجل تعبئة جميع الفاعلين "للتخفيف من آثار التساقطات المطرية ومواجهة الأضرار التي قد تتسبب فيها الأمطار المرتقب تساقطها". وبهذه المناسبة، أمر بوسعيد المصالح التقنية، كالوكالة المكلفة بتوزيع الماء (رامسا)، ووكالة الحوض المائي، وشركة "العمران"، بتأمين المعالجة لجميع النقاط السوداء على مستوى المدينة، وذلك بتنسيق مع رجال السلطة ومصالح البلدية. وبلغت كمية التساقطات المطرية، التي شهدتها الدارالبيضاء أنفا من الساعة السادسة من صباح يوم أمس إلى حدود الساعة السادسة من صباح الثلاثاء 178 ملمترا، وذلك حسب ما أفادت به مديرية الأرصاد الجوية. وذكرت أن هذه التساقطات الغزيرة ناجمة عن مرور مجموعة من السحب الركامية الناتجة عن اضطراب جوي تكون عرض المحيط الأطلسي المجاور، وكذا بفعل الرياح القوية التي همت على الخصوص السهول الغربية، الأمر الذي أدى إلى تساقطات مطرية غزيرة.