بعث عمدة أمستردام إيبرهارد فان دير هال أمس الجمعة برسالة اعتراض لوزير العدل والأمن الهولندي إيفو اوبستيلتن، ونصحه بعدم المضي قدماً في خطته، الرامية إلى إغلاق مقاهي تدخين وبيع الحشيش (Coffeeshop) بوجه السياح، واقتصار القرار فقط على المواطنين والمقيمين في هولندا، متخوفا من ازدياد تجارة الماريجوانا غير الرسمية في شوارع العاصمة وفي الحارات الخلفية للمقاهي. وأوضح العمدة في رسالته لوزير العدل والأمن بأن السياح الذين يمضون عادة وقتا أطول في أمستردام لم يأتوا فقط لتدخين الماريجوانا. الأمر الذي يجعل من الخطة الجديدة إزعاجا لهم مثلما شكل القرار الحكومي السابق بوضع مسافة شرعية لأماكن مقاهي تدخين الماريجوانا بعيداً عن المدراس بمسافة لاتقل عن 350 متراً، وهو القرار الذي يهدد بإغلاق مقاه يصل عددها في أمستردام الى 116 من بين 223 مقهى. شهرة عالمية وطالت خطة إغلاق المقهى التي نالت شهرة عالمية بين مقاهي الحشيش The Bulldog الواقعة وسط العاصمة أمستردام في ميدان Leidseplein الشهير، لاقترابها من مدرسة الجيمنازيوم بارلايوس. وترى البلدية أن قرار إغلاق المقاهي التي تقع بالقرب من المدراس لم يكن التأثير الكبير حيث مازال المراهقون يدخنون الماريجوانا المعدل السابق ذاته وربما زاد. وكانت رابطة موزعي القنب في هولندا أبدت انزعاجها من القرار واقترحت تخفيفه لتكون المسافة 50 أو 75 مترا، كأقرب مسافة بين المدرسة ومقهى الحشيش، أو حتى 100 متر، وفقا للمتحدث باسم رابطة موزعي القنب ميخائيل فيلنك، الذي تمتلك رابطته 420 مقهى في أمسترادام بينها عدد كبير من مقاهي الحشيش التي تضم العاصمة 228 منها في المركز وتتوزع المقاهي الباقية في الأطراف. وطالب عمدة أمستردام الحكومة بالعمل على محاربة المقاهي التي تعمل بطريقة غير شرعية وتبيع المخدرات بمختلف الأنواع لأنها أكثر خطراً، لا إغلاق المقاهي التي تقدم المخدرات الخفيفة مثل الماريجوانا بوجه السياح أو وضع قرارات تحاصرها. وترى وزارة العدل الهولندية أن الحرية بشأن المخدرات الخفيفة، تسببت بالكثير من الآثار السلبية، بما في ذلك تحول المقاهي إلى مراكز جذب سياحي. مؤكدة ضرورة إرجاع تلك المقاهي لكي تزاول نشاطها الأساسي، وهو أن تكون مرفقاً للمجتمع المحلي. 4 يورو فقط يذكر أن هولندا شرعت في تعاطي وبيع الحشيش كمخدر خفيف منذ عام 1976 ونجحت سياستها، التي جوبهت بمعارضة داخلية وخارجية، في تقليل عدد المدمنين خاصة من الشباب مقارنة ببقية دول الإتحاد الأوروبي. وتقدم البلديات الهولندية مساعدات اجتماعية ورعاية خاصة لمدمني المخدرات بضمنها جرعات مخدرة أسبوعيا خاصة لمدني المخدرات الثقيلة كالهيروين إذ يعامل المدمن في هولندا كمريض. ولا تزال سياسة هولندا بالسماح بتعاطي وبيع المخدرات تلقى معارضة خاصة من قبل عدد من أولياء الأمور إذ يلجأ بعض طلاب المدارس لتدخين الماريغوانا في حلقات، وربما ساهمت من خلال المتعة التي تقدمها في انحدار متعاطيها الصغير نحو الإدمان حسب تبريرات ذويهم. وكانت الحكومة الهولندية استثنت مقاهي الحشيش قبل سنتين من قرار منع التدخين في الأماكن المغلقة التي شملت المطاعم والمقاهي فشهدت تلك المقاهي إقبال الكثير من المدخين إليها. لكن آخر الإحصائيات الهولندية تشير إلى أن عدد المتوفيين بسبب الإدمان على المخدرات في هولندا بلغ 42 شخصًا وهي أقل نسبة في أوروبا. ويلجأ بعض مواطني جوار هولندا ومن فرنسا وبريطانيا للسفر بالباص لأقرب قرية حدودية هولندية لشراء وتدخين الحشيش فيها والعودة لبلدانهم منتشين بمتعة الماريجوانا التي يبلغ سعر اللفافة السياحية منها نحو أربعة يورو في مقاهي هولندا.