دافع رامون خاوريغي، وزير الرئاسة الإسبانية، خلال نقاش تم بكونغرس النواب (الغرفة السفلى بالبرلمان الإسباني)عن حق المغرب في منع الصحفيي ن من دخول الأقاليم الصحراوية لأن هذا الأمر يدخل ضمن الأمور السيادية. وقال: «لا يمكننا أن ننسى بأن قبول الدخول إلى تراب بلد ما يشكل ما يمكن أن نسميه جوهر سيادة ذلك البلد». وقد أحدث هذا التصريح احتجاجات من قبل بعض النواب واعتبروها اعترافا من إسبانيا بسيادة المغرب على الأقاليم الجنوبية الصحراوية. وفي سياق متصل عاد ميغيل أنخيل موراتينوس، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإسباني السابق، إلى واجهة الأحداث بعد أقل من شهر من إقالته من منصبه وتعويضه بترانيداد خيمينيث. إذ حل ميغيل أنخيل موراتينوس بعد زوال أول أمس الأربعاء بالعاصمة الجزائرية بصفته مبعوثا خاصا من قبل رئيس الحكومة الإسبانية خوسي لويس رودريغيث ثاباتيرو إلى الجزائر من أجل تخفيف التوتر الحالي القائم بين الرباطوالجزائر. وإذا كانت المهمة المعلن عنها لهذه الزيارة هو التهييء لقمة الاتحاد المتوسطي المقرر أن تعقد يوم 21 نونبر الجاري بمدينة برشلونة الإسبانية، فإن أغلب المراقبين ربطوا زيارة موراتينوس للجزائر بالتوتر القائم بالمنطقة، خاصة بعد أحداث الشغب التي شهدتها مدينة العيون، والتي أثبتت التحقيقات أن تلك الأحداث كانت تحركها أياد خارجية، كما أثبتت تورط عناصر جزائرية فيها. وكتبت صحيفة «إلبايس» أمس الخميس أن «ثاباتيرو أوفد موراتينوس إلى الجزائر في ظل أزمة الصحراء»، وبأن «وزير الشؤون الخارجية السابق يحاول أن يطلب وساطة الجزائر لدى البوليساريو». كما أن مراسل وكالة الأنباء الفرنسية بالجزائر أشار إلى أن موراتينوس قد يجري مباحثات حول قضية الصحراء المغربية والتطورات الأخيرة مع المسؤولين الجزائريين. واستقبل موراتينوس، الذي حل في طائرة عسكرية بمطار الجزائر، من قبل وزير الشؤون الخارجية الجزائري مراد مدلسي. ومن المرتقب أن يستقبل أيضا من طرف الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، الذي سيسلمه دعوة رسمية لحضور قمة الاتحاد من أجل المتوسط الذي تأسس في 2008 بمبادرة من الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، ويضم 43 دولة تتمثل في دول الاتحاد الأوروبي ال27، إضافة إلى تركيا وإسرائيل والدول العربية المطلة على المتوسط. ومن جهته قال مسؤول التواصل بالحزب الشعبي المعارض إيستيبان غونزاليس بونس، إن إيفاد موراتينوس إلى الجزائر من قبل ثاباتيرو «يوحي بأن الجزائر هي جزء من مشكل الصحراء، وهو أمر لم يقله أحد من قبل»، وتساءل قائلا «إذا كان المشكل بين المغرب والصحراء، و فإنه من غير المفهوم أن يتم إيفاده إلى الجزائر».