شدد رئيس الجمعية الوطنية للمصابين بالتهاب الكبد الفيروسي، السيد عبد الحميد بوعلاق، على أن ظاهرة الإصابة الجماعية للأطفال بالتهاب الكبد الفيروسي، والتي حدثت في كل من عنابة وسور الغزلان مؤخرا، تدل على انعدام النظافة وتلوث مياه الشرب، وحذر المتحدث من التهاون في الوقاية والعلاج المبكر لهذا الداء عند الأطفال، لأنه يصبح قاتلا للذين يعانون من خلل أو نقص في جهاز المناعة . وأضاف المتحدث بأن “غياب النظافة في الكثير من المطاعم المدرسية يهدد نصف تلاميذ المدارس بالإصابة بالتهاب الكبد الفيروسي الذي أصبح متفشيا أكثر من أي وقت مضى وتحول إلى ثاني أخطر مرض فتاك بصحة الإنسان بعد السيدا”، ثم وأضاف بأن “جراحي الأسنان هم أكثر أسباب انتشار العدوى بسبب تجاهلهم لاستعمال أجهزة التعقيم الحديثة ” . وأصدرت وزارة الصحة أخيرا تعليمة تلزم فيها جراحي الأسنان بضرورة استعمال أجهزة التعقيم البخارية، وهذا ما تجاهله الكثير من الأطباء الذين باتوا يرفضون علاج المصابين بالتهاب الكبد الفيروسي بسبب افتقادهم لأجهزة التعقيم، وهذا ما تسبب في حالة غضب واستنكار عند الكثير من المرضى، الذين صاروا يخفون طبيعة مرضهم حتى لا يحرموا من العلاج مما زاد في انتشاره . وكشف بوعلاق بأن “الرقم الذي قدمته وزارة الصحة والمتمثل في 1،5 ملايين بعيد عن الواقع نظرا لإهمال جل الجزائريين الكشف عن الفيروس مما يعزز فرضية إصابة عدد معتبر من المواطنين بهذا الداء القاتل”، كما كشف بأن “ال 350 مليار سنتيم التي خصصتها الدولة للتكفل بأزيد من أربعة ملايين مصاب بهذا الداء تذهب سنويا أدراج الرياح في ظل غياب مراكز التحاليل التي يحتاجها المرضى قبل تعاطي الدواء “. أما بالنسبة لمركز التحليل الوحيد على المستوى الوطني والمتواجد في معهد باستور بالعاصمة، فقال المتحدث بأنه “بات محل معاناة للمرضى في ظل غياب المواد الأولية للتحليلات، حيث يعمل شهرا ويتوقف أشهرا طويلة”. وانتقد المتحدث بشدة “غياب مخطط وطني للمرضى، حيث تجهل وزارة الصحة أدنى المعلومات حول عدد الوفيات سنويا جراء فيروس التهاب الكبد الذي يعد أخطر بكثير من فيروس السيدا من حيث عدد الضحايا، حيث يفتك سنويا بمليوني شخص في العالم أما عدد المصابين فيتجاوز ال 500 مليون”. وأكد رئيس الجمعية الوطنية للمصابين بالتهاب الكبد الفيروسي على أن “ارتفاع عدد الوفيات سنويا في الجزائر يرجع بالأساس إلى غياب عمليات زرع الكبد بسبب عدم وجود إرادة سياسية لتكوين الأطباء الجزائريين في هذا المجال، أما العملية الواحدة فتكلف بالخارج أكثر من ملياري سنتيم، وهذا ما يعجز عنه آلاف المرضى، خاصة إذا علمنا أن آخر مرحلة لإنقاذ المصاب هي عملية زرع الكبد . الشروق أون لاين