الرباط/29 شتنبر 2015 / أكد السيد محمد دالي، عضو المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي، أن الارتقاء بمهن التربية والتكوين رهين بالرفع من جودة أداء الفاعلين بشكل عام والممارسين بشكل خاص . وقال السيد دالي، الذي حل اليوم الثلاثاء ضيفا على ملتقى وكالة المغرب العربي للأنباء لمناقشة موضوع "من أجل منظور جديد لمهن التربية والتكوين"، إلى أن رؤية المجلس الاستراتيجية 2015 / 2030 لإصلاح المدرسة المغربية تؤكد على ضرورة " إعادة تحديد الأدوار والمهام المرتبطة بمهن التربية والتكوين". وأضاف السيد دالي ، الذي يشغل أيضا منصب مدير الأكاديمية الجهوية لمهن التربية والتكوين بمدينة فاس، أن هذه الرؤية تعتمد مقاربة شمولية لمختلف الهيئات العاملة بقطاعات التربية والتكوين والبحث العلمي على اعتبار دورها الحاسم في نهوض المدرسة بوظائفها ، ولكونها تجعل المتعلم في صلب اهتماماتها. ولبلوغ ذلك ، يوضح الخبير التربوي ، وضعت الرؤية الاستراتيجية اقتراحات تهم مداخل للإصلاح تتمثل أساسا في جعل التكوين الأساس إلزاميا وممهننا بحسب خصوصيات كل مهنة ، وإرساء تكوين وتأهيل مدى الحياة المهنية ، ونهج حكامة جديدة في تدبير المسار المهني. كما تشدد الرؤية على الحفز المادي والمعنوي للفاعلين كافة، وإرساء تقييم ممأسس وضمان الالتزام بأخلاقيات الممارسة المهنية وربط المسؤولية بالمحاسبة وفي هذا السياق ، لفت المتحدث نفسه الانتباه إلى ضرورة تمكين قطاع التعليم بأجود العناصر وأحسن الكفاءات والتفكير في طرق ناجعة لتحفيزها، وحث الدارسين على ولوج الميدان، لاسيما في ظل الخصاص الحاصل حاليا خصوصا في مادة الرياضيات واللغتين الفرنسية والإنجليزية، مشيرا الى ان التعليم المغربي ظل يعاني سنويا ، منذ عشر سنوات تقريبا ، من الخصاص في مدرسي هذه المكونات الثلاث، وأن الأمر سيزداد حدة مع إحالة 120 أستاذا وأستاذة على التقاعد. وفي معرض حديثه عن عناصر الرؤية الاستراتيجة لمهن التربية والتكوين ، أكد السيد دالي أنه من حيث المحددات المنهجية فإن الآجال الزمنية لتفعيل مقترحات هذه الرؤية تتحدد في الأمدين القريب أو المتوسط على الأكثر، مشيرا إلى أن الرؤية تأخذ يعين الاعتبار في مقترحاتها خصوصيات الهيئات العاملة في المجال . وفيما يتعلق بالمقترحات المتعلقة بالعاملين الحاليين تقترح الرؤية إعداد وتفعيل برامج مكثفة لفائدة المدرسين الحاليين ومختلف أصناف الفاعلين التربويين والإداريين . كما تقترح الرؤية ، من حيث المهام والأدوار والكفايات ، وضع تحديد دقيق للمهام الموكولة بكل هيئة ، و إرساء إطار مرجعي للكفايات التي يتطلبها إنجاز مختلف المهام وتحديد المواصفات العامة والنوعية واعتماد غلاف زمني يتلاءم و طبيعة المهام المطلوبة. وبخصوص ولوج المهن ، والتكوين الأساس ، والتكوين المستمر ، تقترح الرؤية ذاتها إرساء معايير محددة لولوج كل مهنة من مهن التربية والتكوين ، و تجعل الحصول على تكوين قبلي يهيئ لمزاولة المهنة مقوما إلزاميا . واعتبارا لكون التكوين المستمر والتأهيل مدى الحياة المهنية فرصة متجددة للتنمية المهنية ومواكبة لمستجدات التربية والتكوين ، تقترح الرؤية إرساء استراتيجية وطنية للتكوين المستمر ، وتفعيلها لفائدة العاملين بقطاعات التعليم المدرسي ، والتكوين المهني، والتعليم العتيق. ويعد هذا الملتقى الثالث ضمن سلسلة من خمسة لقاءات بدأت يوم 15 شتنبر الجاري باستضافة رئيس المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي السيد عمر عزيمان لتقديم الخطوط العريضة للرؤية الاستراتيجية التي يقترحها المجلس من أجل جعل المدرسة المغربية مدرسة للإنصاف والجودة والتفوق. ويعتبر ملتقى وكالة المغرب العربي للأنباء الذي ينعقد بمقر الوكالة بالرباط ابتداء من الساعة التاسعة صباحا، فضاء لبحث المستجدات الوطنية ومختلف القضايا الراهنة على المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية. ويحضر هذا الملتقى ممثلو هيئات حكومية وإعلامية، وكذا شخصيات من مشارب مختلفة. الارتقاء بمهن التربية والتكوين رهين بالرفع من جودة أداء الفاعلين بشكل عام و الممارسين بشكل خاص