تماشيا مع روح الرسالة الملكية الموجهة للمناظرة الوطنية حول الرياضة و مختلف المواد الواردة في الدستور و البرنامج الحكومي ( 2011-2012 )٬ نظمت على امتداد التراب الوطني منذ بداية شهر ماي 2014 ٬فعاليات البرنامج الوطني أبطال الحي تحت الرعاية السامية لملكنا المفدى محمد السادس نصره الله و أيده ٬ وبفضل توجيهاته النيرة للوزارة الوصية على الشباب و الرياضة من أجل جعل الممارسة الرياضية فضاءا لتقوية قدرات الشباب و تطوير مؤهلاتهم و مهاراتهم إلى جانب دمجهم في المنظومة الرياضية محليا جهويا ووطنيا ٬ و جعل الرياضة وسيلة للاندماج الاجتماعي للطفولة و الشباب سواء المتواجد في العالم القروي أو الحضري٬ بمساهمة جميع نيابات وزارة الشباب و الرياضة بجميع أنحاء المملكة تحت شعار« الرياضة للجميع» . و كمثيلاتها حرصت نيابة وجدة على ضمان و توفير جميع الترتيبات الضرورية من اجل إنجاح هذه المبادرة الرياضية الوطنية٬ حيث نظمت الدورة على امتداد الجهات الأربع لعاصمة الشرق –وجدة- و التي ضمت أكثر من 15 فريق لكل جهة ٬ و التي أفرزت تأهل ثماني فرق في الفئتين المتباريتين 2002-2003 و 1999-2000 و التي بدورها أخضعت لتصفيات نهائية على شكل بطولة مصغرة بالملعب الشرفي و التي تأهل على أثرها متأهلين عن كل صنف للمباراة النهائية ٬ و التي أجريت أطوارها يوم الأحد 01 يونيو 2014 بقاعة مولاي الحسن بوجدة بحضور مستشارة وزير الشباب و الرياضة . هذه المقابلة النهائية التي أفرزت كما كان متوقعا من الحاضرين و المتتبعين للعمل الجمعوي الهادف فوز جمعية يعقوب المنصور الوجدية «جيمو» بكل جدارة و استحقاق بالدورة و الذي استطاع لاعبوه الموهوبين مند أول أيام الدورة الوطنية أن يضعوا اسم حيهم ضمن المرشحين بقوة للعب الأدوار الطلائعية بهذه الدورة الوطنية الخاصة بأبناء الأحياء الهامشية بجل ربوع الوطن. بل استطاعت مواهب «جيمو» من السيطرة على جميع مجريات اللقاءات التي أجروها خلال الأدوار الاقصائية و النهائية و بدون أدنى هزيمة بل لم يدخل مرمى حارسها الملقب بتيكانا و لو هدف . هذا التفوق الذي لم يكن محل الصدفة بل لكون هذه الجمعية الرياضية المهتمة بأطفال و مواهب الأحياء الشعبية بوجدة مند سنة ٬1993 و التي استطاعت الفوز بعدة دورات وطنية و دولية أهمها: - الدورة الدولية لكوب وجدة سنة 2008 و التي تنظمه سنويا جمعية أمل فوت بمشاركة أجود الفرق الوطنية و الدولية خاصة الرجاء و الوداد و الأكاديمية الملكية و طرامبلي الفرنسية. - الدوري الوطني الأول للطفولة و مهرجان التين بتاونات سنة 2012 و 2013 على التوالي. - الفوز بالدورة الأولى للأحياء المدارية في عهد وزير الرياضة السيد منصف بلخياط. - دورات كاس المدينة لعدة فئات و الذي كان ينظم من طرف الجماعة الحضرية بوجدة. بل تعدت النجومية أن كان أول الملتحقين من المنطقة الشرقية بأكاديمية محمد السادس لكرة القدم من أبنائها و ممارسيها مند نعومة أظافرهم إلى جانب أكاديمية JMG الفرنسية . فكان فوزها بأول دورة وطنية -أبطال الحي- بعاصمة الشرق لدليل قاطع على مواصلتها في أداء رسالتها الإنسانية النبيلة بكل نجاح و تفان اتجاه أبناء الأحياء الفقيرة و المدارية بالمدينة رغم كل الإكراهات و خاصة المادية منها إلى جانب عدم توفرها على ملعب لمزاولة نشاطها و تنفيذ برامجها التكوينية الرائدة . و رغم كل العراقيل تتمتع الجمعية بمسيرين يحترمون العمل الجمعوي التطوعي و اطر متمرسة استطاعت لسنوات بشهادة الجميع أن تتمكن من محاربة الإقصاء و تحقيق الإدماج الفعلي لهؤلاء المواهب من أبناء ساكنة الأحياء المهمشة كما استطاعت أن تقلص من معدل جريمة و انحراف القاصرين بهذه الأحياء الأكثر هشاشة بالمدينة إلى جانب تطعيم جل الفرق المحلية بأجود العناصر و المواهب رغم انعدام جميع أواصر التواصل الجاد بين هذه الفرق المطعمة و المكونة بالأحياء . و لقد كانت على العموم الدورة الرياضية «أبطال الحي» بوجدة ناجحة بجميع المقاييس حيث انخرطت فيها جموع من الجمعيات و فرق الأحياء بدون استثناء ٬ إلى جانب نجاح نيابة وجدة للشباب و الرياضة بفضل العمل الدءوب لمندوبها الجديد السيد الرافعي و الذي استطاع في وقت وجيز أن يحيي العمل الجمعوي الهادف و إشراك الجميع دون إقصاء و تصحيح ما اقترفه سلفه. كما لا يمكن تناسي العمل الذي قامت به الأطر التابعة لقطاع الشباب و الرياضة بوجدة مند أول أيام الدورة بكل تفان و نكران للذات و على رأسهم السادة واعلي-ازكاي-كبوري…الخ و الذين استطاعوا أن يكسبوا الرهان و ينالون النقطة كاملة في إنجاح الدورة الرياضية٬ و جعلها مهرجانا للطفولة و الشباب بفضل حنكتهم و كفاءتهم المشهود بها خلال سنوات خدمتهم بهذا القطاع . و لعل نجاح الدورة الرياضية الوطنية « أبطال الحي» بوجدة جاء تتويجا و جوابا بكون المدينة تزخر بالمواهب و أنها حبلى بالطاقات الشغوفة بالأكثر لعبة شعبية بالمدينة و لا ينقصها سوى الأخذ بأيديها و فتح المجال لها من اجل إثبات ذواتها ووجودها ٬و التي بمقدورها أن تنقذ الممارسة الرياضية من الزوال٬ بعد أن أصبح المستوى الرياضي في أدنى المراتب و أصبح يعرف كسادا مفتعل في النتائج و التطور من مكاتب مسيرة للفرق المحلية همها الاغتناء الفاحش و تدمير تاريخ المنطقة في المجال الرياضي بشكل سافر و مشمئز٬ مما جعل هذه الفرق تتقهقر إلى أقسام الظلمات كل سنة و بشكل مستفز٬ مما يحتم و بشكل ملح و سريع إعادة ترتيب البيت الرياضي بعاصمة الشرق و إشراك جميع الفاعلين في استعادة هيبة الممارسة الرياضية بالمنطقة ووضعها في السكة الصحيحة قبل فوات الأوان . من إعداد : عبد الكريم بوراس متتبع للعمل الجمعوي الهادف بالمنطقة الشرقية