أظهرت دراسة أنجزتها وزارة التربية الوطنية بشراكة مع اليونيسف في أربع جهات بالمملكة تمثل 40 بالمائة من السكان، أن التعليم الأولي التقليدي يمثل 80.4 بالمائة من العرض المقدم للمغاربة، وبالتالي فإن 4 أطفال من بين 5 في التعليم الاولي يدرسون في أقسام تقليدية، ويتميز هذا النوع بفضاءات استقبال غير مجهزة وعدد مرتفع من الأطفال ومربين متفاوتين من حيث التكوين، بينما يستقبل التعليم الأولي العصري 10 بالمائة في حين أن 9.6 بالمائة منهم يوجدون في التعليم الأولي العمومي. وحسب نتائج الدراسة التي نشرت أجزاء منها صحيفة "ليكونوميست" فإنه تم استبعاد 458 ألف طفل من التعليم الاولي خلال الموسم الدراسي 2012-2013، وهو ما يمس بمبدأ تكافؤ الفرص خاصة عندما يلتحق هؤلاء الأطفال بالمدرسة في مرحلة التعليم الإبتدائي في ظروف أقل من أقرانهم الذين تمكنوا من الدخول إلى الحضانة أو رياض الاطفال. وتشير الدراسة إلى أن التعليم ما قبل المدرسي يظل شأنا يهم القطاع الخاص فقط، في حين تتدخل وزارة التربية الوطنية بشكل محتشم عن طريق فتح أقسام للتعليم الأولي في المؤسسات العمومية يشرف عليها فاعلون جمعويون. أما الإشكالية الأخرى التي تهدد التعليم الأولي فتتعلق بغياب موارد بشرية مؤهلة، إذ نادرا ما يشرف على هذا التعليم أطر حصلت على تكوين متخصص، فالاجازة الوحيدة المهنية المتعلقة بمهن التربية في التعليم الأولي هي تلك المقدمة من كلية علوم التربية بشراكة مع المؤسسة المغربية للتعليم الأولي. دراسة الوزارة أشارت أيضا إلى تراجع خطير في التعليم ما قبل المدرسي، ويتعلق بالانخفاض الملحوظ على الخصوص في المجال القروي حيث تم إلغاء 4800 قسم من بين 18 الف و 826 من الموسم الدراسي 2005-2006 بسبب عدم وجود إقبال كافي عليها. هذا وتعتزم وزارة التربية الوطنية بشراكة مع اليونيسيف عرض نتائج هذه الدراسة في يوم دراسي ينظم في 3 يونيو المقبل، بمشاركة كافة المتدخلين في هذا المجال وفي أفق وضع استراتيجية للنهوض بالتعليم الأولي.