تنامت في الآونة الأخيرة الاعتداءات التي تطال رجال و نساء التعليم داخل و خارج مقرات عملهم بالمؤسسات االتعليمية بمختلف ربوع الوطن، كما تنامت بموازاة ذلك الاحتجاجات و المسيرات التي تنظمها جمعيات آباء و أولياء أمور التلاميذ بسبب "قصور" في الأداء التربوي أو كرد فعل على اعتداءات تطال ابناءهم داخل مؤسسات التربية و التعليم أو احتجاجا على خصاصا في المدرسين. رغم تنوع هذه الاعتداءات و التجاوزات التي اتخذت في غالب الأحيان طابعا لفظيا أكثر منه بدنيا، إلا أن مدرسة "فاطمة الفاسي" الواقعة بحي الانبعاث بتابريكت سلا، عرفت نوعا جديدا من الاقتحامات "الأبوية" لحرمة المؤسات التعليمية، حين أقدمت أم متوسطة العمر في حالة سكر طافحٍ على اقتحام حجرة الدراسة الخاصة بالمستوى الأول ابتدائي، لتكيل وابلا من السباب و الشتائم لمعلمة ابنيها التوأمين لأسباب لازالت إلى حد الآن مجهولة. الأم "غير الطبيعية" لم تقف عند حد رشق المربية بألفاظ نابية، عندما أقدمت على ضرب الأستاذة التي تعاني من داء السكري، متسببة في انهيارها و إغمائها، ما تطلب نقلها على وجه السرعة للمستعجلات لانقاذها، بعد أن خلفت الجانية آثارا بادية على جسدها كشاهد على سلوك همجي متجدد طال الجسم اللتربوي. مصدر تربوي من المؤسسة أكد لهبة بريس في اتصال هاتفي أن باب المؤسسة لم يكن "مُشْرعا" كما أشارت إلى ذلك صحيفة محلية، كما أن حارس المؤسسة لم يكن خارج المؤسسة ساعة الحادث، إلا أنه ربما كان داخل سكنه بحكم أن الوقت كان وقت عمل في الحجرات، كما أضاف ذات المسؤول أن الحادث الذي وقع عند حوالي الساعة الرابعة من مساء اليوم، تسبب في إغماء الأستاذة التي كانت في حالة طبيعية قبل الاعتداء عليها. المسؤولون المحليون و الأمنيون زاروا المؤسسة وسجلوا شهادات طاقم التدريس الذي عيانوا الحادثة و حاولوا جهدهم منع المعتدية من مد يدها لزميلتهم، قبل أن تغادر المؤسسة هاربة. رشيد أكشار : هبة بريس