صحيفة الأستاذ | Educpress.com | الخميس 27 ديسمبر 2012 رفض وزير التربية الوطنية، محمد الوفا، الإدلاء بأيّ تصريح صحافي عقب الزيارة التي قام بها، بعد ظهر اليوم، إلى الثانوية الاعدادية “الكتبية”، الواقعة بحي سيدي موسى بمدينة سلا، والتي كانت قد عرفت مهاجمة تلميذ لأستاذه بسكّين. وعلى الرغم من أنّ الوفا كان قد رحّب بالردّ على أسئلتنا إلا أنه غيّر رأيه بعد انتهاء “الاجتماعات المغلقة” التي عقدها مع الأساتذة وممثلي النقابات التعليمية وجمعية الآباء، حيث رفض تقديم إيضاحات بشأن التدابير التي ستتخذها وزارته لأجل الحدّ من العنف بفضاءات التربية والتكوين، مكتفيا بالقول إنه “لا يمكن أن يدلي بأي تصريح ما دام أن رئيس الحكومة قد حضر إلى المؤسسة المعنية وتحدث مع الجميع”. ورغم الابتسامة العريضة التي رسمها الوفا على وجهه، وهو يودع أطر “الكتبية” وتلامذتها، إلا أن ذات الابتسامة لم تستطع أن تحجب المشاكل الكثيرة التي تتخبط فيها المؤسسة التي عرفت انتقال رئيس الحكومة ووزير التربية الوطنية صوبها. حسب رئيس جمعية أمهات وآباء وأولياء أمور التلاميذ، الخالدي حسن، فإنّ الإعدادية تعاني من مشاكل بنْيوية وهيكلية تعود إلى مجموعة من التراكمات، وقد عدّدها في كون وزارة التربية الوطنية تسلمت الاعدادية من المقاول الذي أشرف على إنجاز أشغالها رغما عن عدم اكتمالها، حيث كانت، حسب قوله، عبارة عن “ورش للبناء”، متسائلا: “كيف يُعقل أن تتسلم الوزارة مؤسسة تعليمية وهي ليست بعدُ جاهزة للتدريس؟”. وأضاف الخالدي في تصريح لهسبريس إنّ إعدادية “الكتبية” كانت تفتقر في البداية حتى إلى الواد الحار، وكان سورها منخفضا، ما يسمح للغرباء باقتحام المؤسسة التي ما زالت تعاني، حسب نفس المتحدث، من مشاكل كثيرة.. من بينها وجود مراحيض غير صالحة للاستعمال، وغياب مستودعات الملابس، حيث يغيّر التلاميذ ملابسهم وسط الساحة أثناء حصص التربية البدنية، زيادة على غياب الإنارة.. مؤكدا على أن جمعية الآباء، هي التي تقوم، بإمكانياتها المادية البسيطة، بالإصلاحات التي تحتاجها الثانوية. وإضافة إلى كل هذه المشاكل، يبقى انعدام الأمن داخل وفي محيط إعدادية الكتبية من أكبر الهواجس التي تؤرق بال التلاميذ وأولياء أمورهم وكذا أطر المؤسسة، وفي هذا الصدد قال أحد أعضاء جمعية الآباء بأنّ حوادث العنف كانت تقع في المؤسسة، “غير أنها اليوم عرفت تطورا خطيرا”، حيث تتفشى ظواهر سلبية للغاية بمحيط المرفق، مثل الاعتداء على التلاميذ، وترويج المخدرات.. وطالب رئيس جمعية الآباء بضرورة زيادة عدد الحراس، حيث يتكلف بمهمة الحراسة حاليا حارس واحد فقط، كما طالب بتكثيف دوريات الشرطة من أجل محاربة الظواهر السلبية التي يعرفها محيط الاعدادية. إحدى الأمهات قالت في تصريح لهسبريس إنها تضطر إلى مرافقة ابنتها إلى الاعدادية، وتعود لاصطحابها إلى البيت بعد خروجها، خلال فترتي الصباح وما بعد الزوال.. وقالت نفس المتحدثة إن محيط المؤسسة، بعد عند نهاية زمن التمدرس، يسوده ظلام دامس بسبب غياب الإنارة، وطالبت بأن يتمّ تخصيص باب خاص للتلميذات من أجل تجنّب التحرش بهنّ والاعتداء عليهنّ. وقالت الأم “أنا ما بقا عندي شْغل من غير نقابل بْنتي”. من جهة أخرى، عبّر ممثلو النقابات التعليمية الخمس، الذين اجتمع معهم وزير التربية الوطنية، عن عدم رضاهم بخصوص فحوى الاجتماع، وقال عدد منهم، في تصريحات لهسبريس، إنّ وزير التربية الوطنية لم يطرح حلولا جذرية خلال الاجتماع. وخلفت الطريقة التي تعامل بها محمد الوفا مع أطر المؤسسة “غضبا” لدى ممثلي النقابات، حيث اعتبرها أحدهم “طريقة مهينة”، وزاد أن الوفا “تعامل، كعادته، باستعلاء مع أطر المؤسسة، وهذا يدلّ على أنه بعيد عن مجال التربية، ولا يجدر به أن يتحمّل حقيبة وزارة التربية الوطنية”. وأكد ممثلو النقابات في ذات السياق بأنهم سيصدرون بيانا إلى الرأي العام حول الزيارة التي قام بها الوفا إلى إعدادية “الكتبية”، لأنهم لم يتمكنوا، حسب قولهم من الردّ عليه، من أجل تفادي مواجهته، “حيث ثارت ثائرته بمجرد أن أثرنا أمامه موضوع الاكتظاظ الذي تعرفه المؤسسة”، يقول أحد النقابين، الذين رفضوا أن يتمّ تحميلهم مسؤولية المشاكل التي تعرفها المؤسسة، مؤكدين على أن الدولة، ووزارة التربية الوطنية هما المسؤولتان. من جهة أخرى، الأستاذ الذي تعرض للاعتداء بالسلاح الأبيض بدأ يتعافى من الإصابة التي لحقته، وغادر المستشفى عائدا إلى بيته يوم أمس، حيث زاره النائب الإقليمي في بيته، وهو ما ثمّنه ممثلو النقابات، فيما ما يزال التلميذ الذي اقترف الاعتداء، والذي كان يتمتع، حسب تصريحات من عين المكان، بأخلاق جيدة، في حالة فرار. جدير بالذكر أن إعدادية “الكتبية” عرفت خلال السنة الماضية حادثا مميتا، بعدما تمّ إلقاء حارس المؤسسة من الطابق الأول، من طرف شخصين تسللا إلى المؤسسة، وهو ما أفضى إلى وفاة الحارس، الذي تنكّرت له شركة الحراسة التي كان يشتغل بها، حسب مصدر نقابي. هسبريس – محمد الراجي (صور منير امحيمدات) الخميس 27 دجنبر 2012 * مشاركة * * Tweet * أستاذ سلا