في خضم زمن رقمي متسرع سلب أبناءنا وبناتنا عقولهم ، وجعلهم يقضون جل أوقاتهم أمام الحاسوب ، للدردشة على صفحات الفايس بوك في أمور تافهة في الغالب ، وفي ظل عزوف بيِِّن عن القراءة والكتابة ، تأتي تجربة ” قراءة في كتاب” في نسختها الأولى ، التي نظمتها أكاديمية فاس – بولمان لتقريب الكتاب من التلاميذ والتلميذات ، وتحفيزهم / هن وتربيتهم /هن على فعل القراءة والكتابة ، ومن أجل التطبيع المدرسي والمجتمعي مع المثقفين والمبدعين، وذلك من خلال التعريف بكتاب الجهة وإبداعاتهم بشكل خاص والمغرب بشكل عام. في هذا الإطار استضافت القاعة الكبرى لأكاديمية فاس بولمان المجموعة القصصية ” ظلال حارقة ” للقاص إدريس الواغيش يوم الخميس 29 مارس 2012م.وقد حضر هذا النشاط الثقافي الهام السيد محمد المساوي رئيس قسم الشؤون التربوية والخريطة المدرسية نائبا عن السيد مدير أكاديمية الجهة محمد ولد دادة ، وتلميذات وتلاميذ الثانوي التأهيلي لمدينة فاس وبعض المدن المجاورة (صفرو – إيموزار – البهاليل ) مصحوبين بأساتذتهم وأستاذاتهم ، وذلك في إطار مشروع تربوي/ أدبي هادف تعرف فيه الأكاديمية بكتاب الجهة ومبدعيها ومؤلفاتهم وأيضا للتعريف بالقصة القصيرة كجنس أدبي متميز، بعد تجربة رائدة مع أجناس أخرى كالشعر والفن التشكيلي . حظيت المجموعة القصصية ” ظلال حارقة ” بقراءة للناقد الأدبي حميد ركاطة ، وأخرى للأستاذ المبدع محمد بصراوي منسق مفتشي اللغة العربية بالأكاديمية ، مع مداخلة نقدية للكاتب والإعلامي عزيز باكوش .وتم تسيير هذا النشاط باقتدار و حميمية من طرف الشاعر عبد الرحيم أبو الصفاء، و حضرته وجوه ثقافية من مدينة فاس ، ينتمي بعضها إلى عالم التشكيل والمسرح والإعلام المسموع متمثلا في إذاعة فاس الوطنية وبعض ممثلي وسائل الإعلام بالمدينة شيخ الضوء – الشاعر والفيلسوف إدريس أمغار المسناوي (جوهرة هذه الدورة وملحها) لم يبخل بدوره في الإلقاء بريش حمامة من حماماته على الحضور بهذه المناسبة ، الذي ظل يستمع في خشوع عاشق لمعزوفة من معزوفاته الزجلية ، ونال ما يستحقه من تقدير وتصفيق حار. واختتم اللقاء بحوار مفتوح بين التلميذات والتلاميذ الحاضرين والقاص إدريس الواغيش ، استمع فيه لنبض أسئلتهم وألقى بعضا من الضوء على تجربته القصصية وآليات الاشتغال على القصة ، تبين من خلاله تعطش تلامذتنا للكتابة وشغفهم بالقراءة والإبداع ، فقط يحتاجون لمن يرشدهم ويأخذ بيدهم للسمو بذوقهم الجمالي،والسفر بهم نحو عوالم الإبداع والمعرفة التي هي من صميم أحلامهم وهويتهم الإنسانية المنيرة. محمد الصدوقي