للأسبوع الثالث على التوالي، تتوقف الدراسة في كلية اللغة العربية في مراكش، التابعة لجامعة القرويين، التي تعرف غليانا هذه السنة. فقد قرر طلبة هذه الكلية مقاطعة للدروس بشكل شلَّ الدراسة في المؤسسة، معلنين الاستمرار في الاحتجاج من خلال تنظيم مسيرات ووقفات احتجاجية إلى حين تحقيق مطالبهم «العادلة والمشروعة». وأوضح أحد الطلبة المقاطعين للدراسة في الكلية، في اتصال مع «المساء» أن مئات الطلبة «عازمون على مواصلة الاحتجاج ومقاطعة الدروس، ولو قاد الأمر إلى سنة جامعية بيضاء». وقد صارت مدرجات الكلية خالية على عروشها من أعداد الطلبة وأغلقت الخزانة أبوابها وأضحت ساحة الكلية مسرحا للشعارات المطالبة برحيل العميد وب»إسقاط رموز الفساد»، كما ورد في بعض الشعارات التي رفعها المتظاهرون. وقد أكد المحتجون، في لقاء حديث مع «المساء»، أن الطلبة يفكرون في نقل الاحتجاجات إلى خارج أسوار الجامعة، وتحديدا أمام بعض المؤسسات. وقد طالب المحتجون إدارة الكلية ب»توفير حد أدنى من شروط الدراسة الجامعية»، بتوفير المكبرات الصوتية والستائر داخل القاعات والمدرجات، التي تحتضن مئات الطلبة في شعبة واحدة، وكذا توفير حواسيب كافية في كل من قاعة الإعلاميات والخزانة، مع تجهيزها بالأنترنت (الويفي). كما طالبوا بتجهيز المسجد بالمصاحف وبتوفير التجهيزات الرياضية وفتح المقصف في وجه الطلبة. وركز الطلبة في ملفهم المطلبي على ضرورة قيام الإدارة بتقديم لائحة بأسماء بحوث الإجازة وإعادة برمجة الفهرسة للخزانة وفتح هذه الأخيرة في وجوه طلبة كلية اللغة العربية يوم السبت. وضمن ما أسموه، في ملفهم المطلبي، «الشق الديمقراطي»، شدّد الطلبة على ضرورة التحدث باللغة العربية أثناء إلقاء المحاضرات مراعاة للطلبة الأجانب، الذين يدرسون في الكلية، وتقديم دليل للمواد المُبرمَجة خلال الفصول الستة، إضافة إلى التنسيق مع الطلبة في وضع برمجة للامتحانات. وتفاديا لتفويت فرصة اجتياز امتحانات بعض المدارس (الأساتذة) طالب الغاضبون إدارة الكلية بالإسراع في طبع الشواهد مباشرة بعد الامتحانات أو تقديم بديل عنها للطلبة قصد المشاركة في المباريات، كشهادة النجاح أو بيان النقط. وفي ما يتعلق بالشق البيداغوجي، طالبت عريضة مُوقَّعة من قبل المئات من الطلبة بإعطاء الأولوية في برمجة المواد لمواد النحو والصرف والبلاغة، في جميع الفصول الدراسية، وبإلغاء النقطة «15»، التي هي أعلى معدل يُمنَح لمعدي بحث الإجازة، وكذا بتمكين الطلبة من استدراك أي مادة لم يستوفوها، مع تفعيل خيار الإدماج في وحدتين. وبعد أن عبّروا عن ضرورة تجاوب الإدارة مع مطلب الإعلان عن مناقشة الأوراق مباشرة بعد الامتحانات وليس بعد الدورة الاستدراكية، والنظر في قضية اجتياز امتحان في مادتين في مدة ثلاث ساعات، وجعل اللغات الأجنبية (الفرنسية والإنجليزية) لغات اختيارية، شدد الطلبة على ضرورة التعامل معهم باعتبارهم طلبة باحثين وبفتح الأساتذة المجال للمناقشة أثناء المحاضرات. عزيز العطاتري المساء