عبرت كاتبة الدولة المكلفة بالتعليم المدرسي السيدة لطيفة العبيدة عن اعتزازها بالمجهودات التي بذلها مختلف الفاعلين التربويين على المستويات المركزية والجهوية والإقليمية والمحلية ، منوهة بحضورهم القوي في الميدان وبمبادراتهم العديدة لتوفير الظروف المناسبة لتمكين التلميذات والتلاميذ من متابعة دروسهم إلى نهاية الموسم الدراسي. وقالت خلال لقاء مفتوح يوم الخميس 28 يوليوز2011 مع مديري الأكاديميات الجهوية والنواب الإقليميين تم عبر تقنية visioconférence ، إن هذه المجهودات مكنت من تحصين المدرسة والسير بها بأمان بالرغم من الإفرازات العديدة للحراك الاجتماعي القوي الذي شمل الساحة الوطنية والإقليمية هذه السنة، وأكدت أن ما تم تحقيقه في إطار البرنامج الاستعجالي لم يقتصر فقط على الاهتمام بتحسين الأرقام والمؤشرات، بل أيضا على تطوير الفعل التربوي في المؤسسات التعليمية والفصول الدراسية، الذي يعتبر هو المستهدف الأول والأخير من كل الإصلاحات. وأضافت ان اعتماد بيداغوجيا الإدماج كإطار منهجي لتفعيل المقاربة بالكفايات، شكل أول مبادرة عملية تتوجه مباشرة إلى الفعل التربوي داخل الفصول، والتي جندت الوزارة لها موارد هامة لتكوين الخبراء المغاربة وإنتاج الوثائق الضرورية من دلائل ووضعيات للإدماج ومصوغات للتكوين. وأوضحت ان تداول المفاهيم المرتبطة بالمقاربة بالكفايات، في ظل البرامج والكتب المدرسية المعمول بها حاليا، أسفر عن قناعة القيادات التربوية بضرورة تكييف هذه البرامج والكتب المدرسية مع متطلبات هذه المقاربة، وهو ما تم بالفعل خلال الموسم المنصرم من خلال تنقيح برامج السلك الابتدائي، على أن يتم، في ضوئها، إعداد جيل جديد من الكتب المدرسية. إلى ذلك أعلنت السيدة كاتبة الدولة ان الوزارة قامت بمراجعة جذرية لهيكلة الأكاديميات والنيابات ، وأن هذه الهيكلة توجد في المراحل الأخيرة من الدراسة مع القطاعات الحكومية المعنية، والتي ستساهم بالإضافة إلى العدد الهام من الأطر العليا التي ستوضع رهن إشارة الأكاديميات والنيابات، من الرفع من القدرات التدبيرية لهذه الإدارات ومواكبة متطلبات المنظومة. وأشارت أن سياسة اللامركزية واللاتمركز، التي تبلورت من خلال إحداث الأكاديميات الجهوية للتربية والتكوين وتفعيل أجهزتها، ساهمت في تقريب الفعاليات الجهوية من الواقع التعليمي ورهاناته و توفير جو داعم لمسار الإصلاح، من ذلك المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، التي كان لها أثر كبير في خلق مناخ مساعد للتعبئة حول الإصلاح، والالتفاف حول المدرسة، بتركيزها على العنصر البشري كهدف ومصدر للتنمية الاقتصادية والاجتماعية. واعتبرت السيدة كاتبة الدولة ان الانخراط في مشاريع التجديد التربوي واستيعاب المستجدات التي يحملها في طياتها ، رهين بتعبئة الأستاذات والأساتذة الذين يعتبرون قطب الرحى في العملية التربوية والاهتمام بظروف ومناخ اشتغالهم، ليس فقط عبر توفير التأطير والتكوين والوسائل المادية، رغم أهميتها، بل كذلك بفسح مجالات الحوار التربوي البناء، والمساهمة في إيجاد الحلول للصعوبات التي تعترض عملهم اليومي وممارساتهم الصفية. ولتوفير المناخ المناسب للانخراط والتجديد والتطوير، أكدت السيدة كاتبة الدولة على أن هناك مرتكزين أساسيين ، آلية مشروع المؤسسة كفضاء للتشاور والعمل الجماعي والتفكير الشمولي والانفتاح على المحيط من أجل مواكبة التحولات التي تمر بها بلادنا من جهة، والقيادة التربوية على صعيد المؤسسة التعليمية من جهة ثانية، من خلال التوفر على مديرات ومديرين مؤهلين ومحفزين ويحظون بالاحترام. اللقاء الذي حضره المسؤولون المركزيون، كان مناسبة تم خلالها تقديم قراءة في حصيلة البرنامج الاستعجالي يرسم سنوات 2009و2010 والأسدس الأول من سنة 2011 ، كما تم عرض أهم المستجدات التربوية للدخول المدرسي المقبل وخريطة الطريق لتتبع ومواكبة جميع مراحله.