كتاب التعليم في المغرب: مقاربة اجتماعية من تأليف السيد الزبير مهداد، نقدم لكم قراءة الأستاذ محمد البور (نائب وزارة التربية الوطنية بالناظور). يحتوي هذا الكتاب بين دفتيه ست دراسات تتناول جوانب شتى من العملية التعليمية، تتساءل حول حقيقة أزمة التعليم وتداعياتها، وحول معيقات الإصلاح التربوي، وحقيقة المخاوف التي تحول دون انفتاح المؤسسة التعليمية على محيطها، وظاهرة العنف التربوي وجذورها الاجتماعية، ودور الدرس العلمي في التغيير الاجتماعي، ومعضلة التعليم العالي ومتطلبات التنمية الاجتماعية. هذه الدراسات تطلب إنضاجها من المؤلف وقتا طويلا، فقد قدم بعضها في لقاءات تربوية، بينما تم نشر الأخرى في مجلات تربوية عربية ومغربية وازنة، وأثارت نقاشات، أثراها القراء بملاحظاتهم وآرائهم أفاد منها الكاتب خلال مراجعتها وإعدادها في صيغتها النهائية. هذه الدراسات تدور حول التعليم في المغرب، وهي وإن تنوعت عناوينها أو بدت مختلفة، فإن الخيط الناظم لها هو المقاربة الاجتماعية التي من خلالها تمت مناقشتها، حيث يؤكد الكاتب أن مشاكل التعليم في المغرب هي مشاكل مجتمع تعمل فيه مظاهر التخلف التي تنتج ثقافة وقيما تتحكم في سلوك الأفراد ووظائف المؤسسات، والكاتب لا يفرض إجابات محددة للإشكاليات المعقدة المطروحة بقدر ما يحاول أن يجرنا معه في رحلته لسبر غور المشكل، مستضيئا بجرأة زائدة، تتوخى أكبر قدر من الدقة وعمق التحليل، بلغة واضحة وأسلوب سلس، حرصا على إثراء النقاش باقتراح أسئلة للتداول حول الشأن التعليمي والمجتمعي المغربي.