عز الدين الشرقاوي سوق الأربعاء الغرب نظمت جمعية زفزاف للتنمية و الثقافة و الابداع بتنسيق مع جمعية قدماء ثانوية سيدي عيسى بالثانوية ذاتها يوم السبت 07/04/2011 ابتداء من الساعة الثالثة زوالا بالمدينة الحبيبة سوق اربعاء الغرب حفلا دراسيا تكريميا احتفاء بالاديب الاربعائي الكبير المصطفى كليتي عرفانا بعطاءاته النوعية في فن القول الجميل. كان الاستهلال باماطة الستار عن البورتريه الرائع الذي اعد خصيصا للمحتفى به حيث بدا شامخا بقبعته و نظارتيه اللتان يرى من خلالهما العالم برؤية اعمق. و بعد كلمة جمعية زفزاف للتنمية و الثقافة و الابداع التي تلاها السيد الكاتب العام بوسلهام الفراع تم تقديم عرض مصور من انجاز اصدقائه المخلصين في جمعية قدماء ثانوية سيدي عيسى لخص اهم اللحظات التاريخية لمسار الاديب المحتفى به. و قد كان لا بد من محاورة الاديب ابداعيا عبر الابحار في عباب كتاباته القصصية المتميزة بدءا بالاستاذ الباحث و الشاعر محمد صولة ابن مدينة سيدي سليمان و الناشط بمجموعة من الجمعيات الثقافية و المسرحية و عضو اتحاد كتاب المغرب تعريجا بالناقد الادبي المتميز محمد معتصم الحائز على جائزة المغرب للكتاب سنة 2005 عن كتابه النقدي المتميز ” الرؤية الفجائية في الرواية العربية خلال نهاية القرن العشرين”، عضو في اتحاد كتاب المغرب و عضو بالهياة الادارية لاتحاد كتاب الانترنيت العرب ختما بالاستاذ عبد الهادي الزوهري الباحث في المسرح و الرواية و ادب الطفل و الناشط الجمعوي و الصديق الحميم للكاتب المصطفى كليتي. و قد تناول هؤلاء الاساتذة بالدرس و التحليل الاعمال القصصية للكاتب “موال على البال”، “القفة” و “ستة و ستين كشيفة” من خلال سبر اغوارها البنيوية و الدلالية برؤية موسوعية نفذت اعماق النصوص القصصية مؤكدين بالاجماع على البنية الاسلوبية السلسة الشاعرية للنصوص القصصية حيث يتم طبخ النصوص من طرف الكاتب الذي يختار لغة راقية تنفذ اعماق النفس البشرية قلما نجدها في الكتابات الادبية. و بعد الانتهاء من الجانب الاكاديمي العلمي الذي اكد على ان الرجل كاتب قصة بامتياز سواء القصيرة او القصيرة جدا التي تختزل مضمونا مكثفا لا يوجد في الرواية ذاتها، تم تقديم شهادات انسانية من طرف مثقفين ابوا الا ان يشاركوا الاستاذ غبطة الاحتفال هذا المفرد بصيغة الجمع و الجمع بصيغة المفرد الذي ظل لصيقا ملتحما بهموم البسطاء في كتاباته الفنتازية الرائعة كما ظل لصيقا بالمدينة التي راى النور فيها مدينة سوق اربعاء الغرب التي اضحت تعرف حراكا ثقافيا في الاونة الاخيرة بفضل المثقفين و المبدعين التي تزخر بهم فهو كاتبها بامتياز بعدما رحل عنها الاديب العالمي محمد زفزاف و الذي كرمه الاستاذ كليتي رفقة اصدقائه بجمعية قدماء ثانوية سيدي عيسى قبل نحيبه الاخير الذي خلف شرخا في الذاكرة الثقافية المغربية و العالمية. هذا المثقف العضوي بالمعنى الغرامشي للكلمة فهو الصحفي المتفرد الذي يعتبر من مؤسسي الصحافة الجهوية بالمغرب فقد راس جريدة القنطرة سابقا و حرر بالعديد من الجرائد و المجلات الوطنية و العربية وهو الناشط الجمعوي في قطاعات عدة كالمسرح، السينما و الادب وقد اتخذ من الغالية القنيطرة قلعة يشيد فيها صروحه الثقافية / الادبية مستمعا لنبضها متتبعا لكل حراكها الثقافي. وقبل اسدال الستار على العرس التكريمي قدمت الجمعية شهادات تقديرية للاساتذة المشاركين و قد تم تقديم لوحة من طرف التشكيلي و الناشر القنيطري محمد البوكيلي لصديقه الفد قبل ان يكلل النشاط بالمفاجاة الكبرى التي لم تكن الا عبارة عن تقديم لباس تقليدي (فوقية، سلهام و عمامة) للاديب رفقة قفة تقليدية استلهاما من عمله الادبي القصصي “القفة” فقد ابت سوق اربعاء الغرب التي ظلت موالا على بال الاديب الا ان تهديه قفته و تلبسه سلهامه و تهديه لوحة فولكلورية غرباوية من فن الهيت الذي يسكن دواخل المصطفى المبدع البسيط و المحب لكل ما هو بسيط علها تكون قد اعادت النزر اليسير من الاعتبار لواحد من اعلام الثقافة و الادب في العالم العربي قبل ان يطويه النسيان في امة تتنكر لمبدعيها درءا لقولة رائد الادب الامريكي اللاتيني غابرييل غارسيا ماركيز ” اننا لا نموت من الشيخوخة بقدر ما نموت من النسيان”.