مراسلة: الشرقاوي عزالدين من سوق اربعاء الغرب لصحيفة الأستاذ بشراكة مع المديرية الجهوية لوزارة الثقافة، نظمت جمعية زفزاف للتنمية والثقافة والابداع يوم السبت 26 مارس 2011 بالخزانة البلدية لمدينة سوق اربعاء الغرب حفل توقيع ديوان “هودج التشظي” للشاعر العلمي الدريوش الابن البار لمدينته القصر الكبير والفائز بالجائزة الاولى في المسابقة الوطنية للشعر والزجل عن قصيدته “تماما كظلي” التي نظمها منتدى خميس الشعر سنة 2008. وذلك احتفاء باليوم العالمي للشعر، يوم نسبر فيه أغوار الكلمة الجميلة ونتذكر كائنات بشرية تتحدث لغة أخرى تخالف ما تواضع عليه الناس، لغة ينثر بها الشاعر درره المصوغة في مناجمه البعيدة الأغوار. كان البدء بكلمة المديرة الجهوية لوزارة الثقافة الأستاذة “سعاد الرويجل” التي شدت بحرارة على أيدي الجمهور الاربعائي ووعدت بمد جسور التواصل لتلوين الفراغ الثقافي القاتم الذي تعيشه المدينة، تلتها كلمة السيد “محمد الشافعي” رئيس الجمعية اكد فيها اصرار الجمعية على الاحتفاء باليوم العالمي للشعر وبالخصوص الشاعر العلمي الدريوش وهودجه المتشظي. وقدم الأستاذ الناقد “محمد القصبي” قراءة مستفيضة سبر فيها الأغوار الأسلوبية و الدلالية للديوان و عرج بالدرس والتحليل على البعد السيميائي للديوان من خلال مقارنة لوحة الغلاف للفنان الاسباني السريالي سلفادور دالي بالمتن الشعري الموسوم بالتشظي كلوحة الفنان التي جسد فيها وجه زوجته بطريقة متشظية بدوائر مختلفة الأحجام وتقاطعات شكلية/ لونية تجد تفسيراتها في تشظي صورة المرأة لدى الشاعر عبر مختلف القصائد. كما قدم الأستاذ الباحث “مصطفى المسيح” شهادة إنسانية بلغة شعرية باذخة في حق أستاذه العلمي الدريوش الذي كان يتقاسم و تلامذته حلو الزمان و مره وكان يبث فيهم جذور الأمل بدرسه الرصين و بشعرتيه الفذة كما ذكر الأستاذ المسيح مرحلة مهمة من حياة أستاذه كمناضل سياسي و نقابي صلب لا تنوشه نوائب الدهر و لا يخنع لانكسارات الزمن الرديء. ولان الاحتفاء بالشعر و الشاعر هو التيمة الأساسية في هذا العرس الثقافي ان صح التعبير فقد قدمت قراءات شعرية رائعة تغنت بالوطن الغالي الحبيب و بالذات الشعرية المثخنة بالجراح و كذلك بالمراة التواقة الى حرية اوسع. و قد كانت هذه القصائد من توقيع الشاعرين المحليين المرموقين “عبد القادر شقيب” و “نور الدين برحمة” و شاعرة جاءتنا من مدينة وزان “ثريا الهراري”. وقد قدم الشاعر المحتفى به كلمة حميمية للجمهور الحاضر اكد فيها تعلقه بالمدينة التي اشتغل بها أستاذا و حارسا عاما بثانوية سيدي عيسى لمدة ليست بالهينة، كما حاور المشاركين و الجمهور شعريا أولا بتأكيده على شعرية المعنى دون إهمال المبنى و انه غزير الكتابة لكنه شحيح على مستوى النشر كونه يفضل تمتيع القارئ بمنتوج شعري جيد، و ثانيا بقراءته الدرويشية لقصائد متميزة من الديوان “بيني و بيني”، “من كتاب الوجد و الكابة”، “من اسفار تنتلوس”، “اطاعن قلبي” سافر فيها، مع الجمهور التواق الى الكلمة الجميلة التي تستنهظ الهمم و تبلسم الجراحات الغائرة لأمة تبحث عن شط امن بعدما مللت الارتحال، الى عوالم شعرية تتغنى بالإنسان أينما وجد لان الشعر لسان حال الإنسان و مخزون قيمه الثقافية ليختتم اللقاء بتوزيع بعض الهدايا و الشهادات على المشاركين و بتوقيع “الهودج المتشظي” من طرف الشاعر المحتفى به.