فضل مسؤولو كلية الشريعة بايت ملول حضور موسم إحدى الزوايا الصوفية بدولة ليبيا في الوقت الذي تعيش فيه الكلية وضعا استثنائيا يتمثل في اجتياز طلبة الكلية للامتحانات. الأمر يتعلق بكل من عميد الكلية ورئيس شعبة التفسير ومنسق المسلك، وكلهم أعضاء في لجنة الامتحانات. هذا الغياب خلف استياء عارما في صفوف الطلبة والأساتذة على حد سواء، وهو ما اعتبروه استهتارا بقيمة هذه المؤسسة العلمية التاريخية. وفي موضوع ذي صلة، يروج في صفوف أساتذة الكلية خبر مفاده أن رئيس شعبة الفقه والتشريع يعتزم تقديم استقالته من هذه المسؤولية على خلفية هذه الواقعة التي اعتبرها احدهم لا تربوية ولا مسؤولة. يذكر أن كلية الشريعة المتواجدة بأحد الأحياء الهامشية حي المزار بأيت ملول، تابعة لجامعة القرويين المتواجدة بفاس، وهي الكلية الثانية الوحيدة التي تحمل هذا الاسم على الصعيد الوطني، لكن ورغم هذه الحمولة التاريخية والعلمية التي تتميز بها هذه المؤسسة، وبالرغم من كونها تعتبر إحدى أهم المؤسسات بشمال افريقيا إلا أن اسمها هذا لا يتلاءم بتاتا مع واجهتها ومرافقها البسيطة وفضاءاتها العتيقة، وهو ما يستدعي توجيه عناية المسؤولين على الشأن التربوي بهذه المدينة للاهتمام بها قبل أن تصير إلى ما صارت إليه عدد من منارات العلم والبحث والمعرفة التي طالها التهميش.