مراسلة حاجب ميلود من أكادير لصحيفة الأستاذ إليكم نص كلمة ممثل ھيئة الأطر الإدارية والتقنية للسلك الابتدائي والثانوي الإعدادي في أشغال الدورة الثانية برسم سنة 2010 للمجلس الإداري للأكاديمية الجھوية للتربية والتكوين لجھة سوس ماسة درعة. السيد الوزير، السيد والي جھة سوس ماسة درعة؛ السيد مدير الأكاديمية الجھوية للتربية والتكوين جھة سوس ماسة درعة؛ السيدات والسادة أعضاء المجلس الإداري ؛ أيھا الحضور الكريم؛ تحية تربوية خالصة ،وبعد: أود في البداية أن أرحب بالسيد وزير التربية الوطنية رئيس الدورة العاشرة للمجلس الإداري للأكاديمية الجھوية للتربية والتكوين بجھة سوس ماسة درعة ، وأن أرحب بالسيد مدير الأكاديمية في أول دورة للمجلس الإداري بعد تعيينھ على رأس ھذه الأكاديمية ، وأن أتمنى لھ كامل التوفيق والنجاح في مسؤولياتھ الجديدة. إن جھة سوس ماسة درعة كما يعرف الجميع تتميز بخصوصيات تنفرد بھا على الصعيد الوطني ، فھي من أكبر جھات المملكة بامتدادھا الجغرافي ووعورة مسالكھا وتركيبتھا الاجتماعية الخاصة وغلبة المناطق المھمشة بھا ...وتعدد نياباتھا التي أضيفت إليھا نيابتان جديدتان ، كما أضيفت إليھا جماعات في وضعية صعبة مقتطعة من جھة أخرى مجاورة في ظرف لم توفر فيھ الشروط الضرورية للانطلاقة الجيدة لھاتين النيابتين، اللتين تعيشان حاليا ظروفا تحتاج فيھا إلى الدعم المادي والبشري لتسيرا في الاتجاه الصحيح بشكل يضمن لھما الاستقرار ويوفر لھما إمكانيات العمل في ظروف منصفة ومحفزة على العطاء المتميز . وعلى الرغم من أن جھتنا تعتبر القطب الثاني اقتصاديا على الصعيد الوطني، فإن جميع مؤشرات التنمية الاجتماعية (التي تشمل التعليم بطبيعة الحال)متوسطة إلىضعيفة وتشكوا منضعف الاستثمار العمومي. لھذه الخصوصيات سيدي الوزير تبدو جھتنا غير عادية ، ومن الطبيعي أن تكون مشاكلھا أيضا غير عادية ، وأن يكون تدبيرھا والتعامل مع قضاياھا استثنائيا ومكيفا مع خصوصية مشاكلھا. لقد عاشت المنظومة بجھتنا وضعا من التوتر والاحتقان أثار اھتمام كل متتبعي الشأن التربوي بالبلاد ، مما جعلھا تحتل مرتبة رائدة في التصعيد والتحدي والإصرار على استرجاع الحقوق وضمانھا ، بعدما كانت رائدة في العطاء الجاد والمبادرات المتميزة والمشاريع التربوية ذات الصدى الواسع والأثر الإيجابي على المنظومة . إن الأوضاع المتأزمة التي عرفتھا الجھة سيدي الوزير لا تخدم مصلحة أي طرف في ھذا الظرف الحساس ، الذي نحن فيھ في حاجة إلى التعبئة والانخراط بجدية ووطنية عالية ، وبتفان وإخلاص في إنجاح مشاريع البرنامج ألاستعجالي الذي راھنتم على إنزالھ في قلب المؤسسة التعليمية ، ولن يتأتى ذلك إلا باستعمال العقل في معالجة بعضالقضايا المعقدة وتدبير بعضالملفات الشائكة ، ففي الوقت الذي دعت فيھ الوزارة إلى تأمين الزمن المدرسي ، ليستفيد المتعلمون من حقھم الكامل في ھذا الزمن الثمين ، تسببت الاحتجاجات الناتجة عن إقدام الوزارة على الاقتطاع من أجور نساء ورجال التعليم في ظروف يعرفھا الجميع، في ضياع زمن لا يستھان بھ من تعلمات التلاميذ، الشيء الذي أدى إلى ضرب توجھات مشروع الوزارة في الزمن المدرسي عرض الحائط . فما أحوجنا إلى تدبير عقلاني ورزين يعالج المشاكل من منظور تشاركي مدروس لتجنب كل القرارات التي لن تزيد إلا في تعقيد الأمور وتأزيمھا . السيد الوزير ؛ اليوم ، وبعد خمود ھذه الأزمة ( في انتظار تنفيذ الاتفاقات التي التزمت بھا الوزارة جھويا)، يلاحظ متتبعو الشأن التعليمي بالجھة أن الأكاديمية دخلت مرحلة يطبعھا السكون والترقب والتوجس، مما قد تفرزه التوافقات وما قد تخلفھ من ضحيا جدد بشكل انعكس سلبا على نفسية العاملين بھا وعلى مردوديتھم وحيويتھم ... وأصبح الجميع ينتظر عودة الأمور إلى مجراھا الطبيعي وتعزيز الإقلاع الذي من خلاله حققت الجھة المراتب المتقدمة وطنيا في تنفيذ العديد من مشاريع البرنامج ألاستعجالي ولن يتأتى ھذا إلا بطي صفحات الصراع، وبفتح آفاق التعاون والتشارك والتواصل الذي عرفت بھ ھذه الجھة منذ وضعت لبنات جھوية التربية والتكوين بھا . السيد الوزير ؛ إننا ندعو إلى الإسراع في إيجاد العلاج المناسب للأزمة النفسية المترتبة عن ھذه المرحلة الانتقالية ، وذلك بإرساء عوامل الثقة والاطمئنان في نفوس جميع الموظفين وتحفيزھم وتشجيعھم على المبادرة والعطاء وإشراكھم في التدبير ، بناء على أھداف إستراتيجية ومسؤوليات واضحة ومھام محددة . السيد الوزير ؛ أود أن أثير في عجالة بعضالمشاكل التي تعاني منھا ھذه الجھة والتي نطلب منكم الالتفات إليھا. 1 مشكل ملحقي الاقتصاد والإدارة : من المعلوم أن ھذه الفئة عززت القدرات التدبيرية للوزارة منذ ستينيات القرن الماضي ، وأنيطت بھا مسؤوليات تدبير الأقسام والمصالح الوزارية والنيابية وأدت أدوارا طلائعية في تدبير الكثير من الملفات الشائكة ، إلا أن جزاءھم ھو تغيير إطارھم إلى ملحقي الاقتصاد والإدارة ، بينما تم تغيير إطار من ھم أقل كفاءة منھم وتجربة إلى متصرفين. إننا سيدي الوزير نطلب منكم الالتفات إلى ھذه الفئة وإنصافھا بتصحيح الوضعية وتغيير إطارھم إلى إطار متصرف أسوة بغيرھم من الفئات الأخرى. كما نلتمسمنكم السھر على : - تمديد العمل بمقتضيات المادة 112 والخاصة بالترقي بالاختيار بصيغة ( 15-6)، - تفعيل القرار الوزاري بتاريخ 5 دجنبر 1938 الذي يخول لملحقي الاقتصاد و الإدارة الاستفادة من التعويضات العينية أسوة بزملائھم في باقي الأكاديميات . - تفعيل مقتضيات المادة 76 و 92 من النظام الأساسي التي تخول لھذه الفئة ممارسة المھام الإدارية والتربوية بدون قيد ولا شرط . - تعميم التكوينات للأطر الإدارية والتقنية وتكثيف دوراتھا . - إحداث مناصب تمكن كافة الأطر الإدارية والتقنية من الانتقال بغضالنظر من توفر المناصب الملائمة للمھام التي يزاولونھا .( تنظيم حركة انتقالية لھذه الأطر ). - إنصاف الناجحين في الكفاءة المھنية لسنة 2009 الذين لم تصرف مستحقاتھم وإيجاد صيغة لتسوية وضعيتھم في أقرب وقت ممكن. - تسوية ملف اطر التخطيط والتوجيھ التربوي وتلبية مطلبھم الخاص بتغيير الإطار. -2 مشكل البنايات المدرسية . فقد أبرمت الوزارة صفقات دولية لإحداث مؤسسات تعليمية بالجھة ، لكن التماطل والتأخر الذي عرفه المشروع انعكس سلبا على الدخول التربوي وعلى وضعية التمدرس بالجھة في مجال محاربة الاكتظاظ والھدر المدرسي. -3 مشكل المتأخرات : فقد أبرمت الوزارة في مجال الھاتف الثابت صفقات شراكة وطنية لا علم للأكاديمية بھا ، مما أدى إلى التأخر في الأداء وإلى التراكم والزيادة في الفوائد ، والأخطر من ذلك سيدي الوزير تلك المحطات الاستقبالية الأرضية التي تم تركيزھا في بعض المؤسسات التعليمية والتي لا ندري شيئا عن مردوديتھا وفوائدھا ، ولا عن حظ المؤسسات التي توجد بھا من تلك الفوائد ، اللھم ما كان لھا من إضرار بصحة المتعلمين في تلك المؤسسات ، ومن المعلوم أن الأكاديمية تتعامل حاليا بالانخراط في الھواتف النقالة الشيء الذي يجعل تلك المحطات عديمة الجدوى والفائدة . 4 الھيكلة الجديدة : عدم استجابتھا لبعض ما تم الشروع في تحقيقھ في مجال إرساء مراكز الإعلام والمساعدة على التوجيه التي لم تتم الإشارة فيھا إلى المراكز الإقليمية ، وكذا مصير ما قامت بھ الوزارة من انتقاء وتعيين مدير المركز الجھوي والمراكز الإقليمية ورؤساء الوحدات ...مما يقتضي اقتراح اعتبار المراكز الجھوية بمثابة قسم يضم مصلحتين : مصلحة الإعلام والمساعدة على التوجيھ ومصلحة الارتقاء بمجال التوجيھ . وعلى المستوى الإقليمي يقترح اعتبار المراكز الإقليمية بمثابة مصالح تابعة للمدير الإقليمي تضم وحدتين: وحدة الإعلام ووحدة الارتقاء بمجال التوجيه . وفي الأخير؛ نتمنى أن تأخذ اقتراحاتنا ما تستحق من أھمية واستعجال، وفقنا لله لما فيھ الخير لصالح ھذه الأمة والسلام عليكم ورحمة لله تعالى وبركاته.