مراسلة: قسم الاتصال بنيابة إقليمسيدي قاسم لصحيفة الأستاذ احتفاء بالذكرى ال67 لتقديم وثيقة المطالبة بالاستقلال المجيدة، والتي تصادف ال11 يناير من كل سنة، خلدت نيابة سيدي قاسم المناسبة تحت شعار: “ستة ملايين علم لتلبية نداء الوطن”، بكافة المؤسسات الإبتدائية والثانوية الإعدادية والتأهيلية. صباح يوم الأربعاء 12 يناير 2011 كان استثنائيا بمؤسسات التعليم بالإقليم، ففي تمام الساعة العاشرة صباحا أنشد تلاميذ المدارس والثانويات بسلكيها الإعدادي والتأهيلي، النشيد الوطني وبين أصابع يدهم علم المملكة المغربية، أنشدوا بكل فخر واعتزاز مستحضرين ملحمات وبطولات أجدادهم الموشومة في ذاكرة كل مغربي حر، تلك البطولات التي تتواتر وتتوارث من الأجداد إلى الأحفاد. المشهد كان بحق له بالغ الأثر في نفوس التلاميذ ومعهم الأطر التربوية، نظرا لما يحمله رفع علم البلاد وترديد النشيد الوطني من رمزية عظمى للمواطنة الحقة. النشاط الرسمي لنيابة سيدي قاسم بدأ من ثانوية النويرات الإعدادية (الواقعة في مدار قروي يبعد عن مركز النيابة بحوالي 50 كيلومترا)، وتميز أساسا بالترؤس الفعلي للسيد نائب وزارة التربية الوطنية والتعليم العالي وتكوين الأطر والبحث العلمي بالإقليم وبحضور رؤساء مصالح النيابة، وممثلي السلطات المحلية، وقائد مركز الدرك الملكي بمشرع بلقصيري، وقائد الوقاية المدنية، وأعضاء جمعية آباء وأولياء التلميذات والتلاميذ بالمؤسسة، وبعض المنتخبين، وممثلي الهيآت السياسية والنقابية وفعاليات المجتمع المدني، ومديري المؤسسات التعليمية العمومية والخصوصية بدائرة مشرع بلقصيري. وقد افتتح هذا الحفل برفع الأعلام وتحية العلم الوطني في جو يعكس الروح الوطنية الصادقة، بعد ذلك تناوب على الكلمة كل من السيد مدير الثانوية الإعدادية النويرات، والسيد النائب الإقليمي لوزارة التربية الوطنية بسيدي قاسم، وكذا السيد رئيس جمعية أمهات وآباء وأولياء التلاميذ. حيث أبرز السيد مدير المؤسسة في كلمته على الدلالات التاريخية للحدث العظيم، معتبرا إياه محطة مشرقة في مسيرة كفاح الشعب المغربي من أجل الحرية والاستقلال، داعيا إلى استخلاص الدروس والعبر من مثل هاته المناسبات الوطنية. بعد ذلك تناول الكلمة السيد النائب الإقليمي لوزارة التربية الوطنية بسيدي قاسم، ذكر من خلالها بالعبر السياسية وبالمغزى التاريخي وبالأبعاد الحضارية لهذا الحدث الجليل الذي سيظل راسخا في ذاكرة شبابنا، فاعلا في حاضرالأمة ومستقبلها، عامل وقاية ومناعة ضد كل أنواع التحرشات التي يقوم بها أعداء وحدتنا الترابية. منوها بالسياق الذي نخلد هذه الذكرى على ضوئه والذي يتميز بحشد القوى الوطنية وراء جلالة الملك محمد السادس لتطوير المجتمع وبناء قاعدة متينة للإقلاع والتنمية الاقتصادية والاجتماعية بهدف تحقيق التقدم والرخاء في كنف العدالة الاجتماعية. مستحضرا اسمين لبطلين مقاومين من أبناء جهة الغرب وهما المشمولين برحمة الله تعالى بوشتى الجامعي ومسعود الشيكر أحد الموقعين على عريضة المطالبة بالاستقلال التي نخلد ذكراها الجديرة بأن تحييها الأمة بانتظام كل سنة. ثم استكملت فقرات الحفل بأنشطة غنية ومتنوعة تجسد الاحتفال بهذه الذكرى الغالية، حيث تم عرض أشرطة وثائقية مخلدة للذكرى، وتوزيع الجوائز على الفائزين في مباراة النهائي لكرة القدم المصغرة، وزيارة معرض لصور سلاطين وملوك الدولة العلوية، ومعرضا آخر للوحات التشكيلية ولصور أنشطة الحياة المدرسية، ثم تم عرض الإطار العام لاتفاقية الشراكة والتعاون في مجال تفعيل الحياة المدرسية الرياضية بين السيد النائب الإقليمي رئيس الفرع الإقليمي للجامعة الملكية المغربية للرياضة المدرسية ورئيس جمعية اتحاد فرق الأحياء لكرة القدم ببلقصيري. النشاط الرسمي الثاني لنيابة سيدي قاسم، احتضنته جنبات ثانوية ابن رشد الإعدادية (المتواجدة بمركز مدينة سيدي قاسم)، صباح يوم الخميس 13 يناير 2011، والذي تميز بحضور المندوب الجهوي للمندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، وكذا باشا مدينة سيدي قاسم، عرف افتتاحه تلاوة آيات بينات من الذكر الحكيم، وترديد النشيد الوطني، وإلقاء كلمة بالمناسبة من طرف كل من السيد النائب الإقليمي لوزارة التربية الوطنية بسيدي قاسم، والسيد المندوب الجهوي للمندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير والذي أبرز في كلمته على حمولة هذه الذكرى الرمزية التي ستظل موشومة في ذاكرة الأجيال المتعاقبة باعتبارها تشكل نقلة نوعية في معركة التحرير من براثن المستعمر الدخيل، مستعرضا كرونولوجيا الأحداث التي سبقت وصادفت وتلت ملحمة تقديم عريضة المطالبة بالاستقلال بمداد من الفخر والاعتزاز، ومستحضرا التضحيات الجسام والخدمات الجلى التي قدمتها كافة فئات وشرائح الشعب المغربي من أجل عزة الوطن وكرامته بقيادة المغفور له بطل التحرير جلالة الملك المفدى محمد الخامس أكرم الله مثواه، داعيا إلى استيعاب الدروس والعبر التي تتضمنها هذه المحطة النضالية الخالدة، واستثمارها لترسيخ قيم الوطنية الإيجابية وشمائل المواطنة الصادقة وخصال الإيثار والنبل والتضامن في وجدان الأجيال الصاعدة والقادمة وحثها على التزود من ملاحم الكفاح الوطني والنهل من ينابيعه الفياضة. الحفل تخللته أناشيد وطنية تغنى بها تلاميذ وتلميذات المؤسسات التعليمية بسيدي قاسم حسب ما تضمنه برنامج الحفل. وفي الختام، تم تلاوة نص برقية الولاء والإخلاص المرفوعة إلى حضرة صاحب الجلالة والمهابة الملك محمد السادس نصره الله بمناسبة هذه الذكرى المجيدة.