1- بداية كيف هو حال العمل الجمعوي بالجهة، وبإقليم اشتوكة أيت باها خاصة؟ بدءا شكرا على استضافتي على صفحات هذا المنبر الإعلامي متمنيا لطاقمه كل التوفيق في مهنة المتاعب، مستحضرا الدور الهام والمتنامي الذي تلعبه الصحافة المحلية في مواكبة الحركية التي تعرفها الجهة على جميع الأصعدة، وبالنسبة لسؤالكم حول حال العمل الجمعوي بإقليم اشتوكة أيت باها والجهة عموما فالكل يعرف أن المنطقة راكمت تجربة متميزة على الصعيد الوطني فيما يخص التمسك بقيم التآزر والتعاون والتكافل وهذا راجع في نظري إلى الموروث التاريخي في هذا المجال حيث عرفت المنطقة منذ القدم عدة أشكال لما يسمى اليوم بالعمل الجمعوي ك”تيويزي”و”أدوال”.. حيث يتعاون أفراد القبيلة على مساعدة بعضهم البعض في أعمال الحرث والحصاد، وفي الأعراس والحفلات الجماعية... أما حاليا فقد شكلت مواسم الجفاف المتتالية أوائل التسعينات من القرن الماضي فترة قاسية على ساكنة المنطقة، مما حتم على السكان التكتل في جمعيات تنموية محلية استطاعت في فترة وجيزة أن تحقق عدة منجزات مهمة كان أهمها على الإطلاق إنجاز شبكا ت للاستفادة من الماء الصالح للشرب على صعيد كل دوار بالعالم القروي، فضلا عن المساهمة في تمويل بعض الطرق المحلية خصوصا أن الإقليم يضم نسبة مهمة من المهاجرين المتقاعدين. غير أن الجمعيات التنموية المحلية لا يمكن أن تنوب عن الدولة في مهامها المتمثلة أساسا في إنجاز الأوراش الكبرى كالسدود والطرق وتوفير المرافق الصحية وتوسيع العرض التربوي ... 2- بالتالي ما هي المتغيرات التي تؤثر في دينامية الفعل التنموي بالإقليم؟ لابد أولا من الإشارة إلى أن إقليم اشتوكة أيت باها من الناحية الإدارية حديث النشأة حيث أحدث بموجب التقسيم الإداري لسنة 94 و قد استفاد الإقليم من تجهيزات مهمة في مجال البنى التحتية ككهربة العالم القروي وبرنامج الطرق القروية ودعم الجمعيات النشطة في العمل الجمعوي لكن كل هذا مازال غير كافيا لتحقيق انطلاقة تنموية حقيقة بالإقليم، فالاهتمام بالتنمية الاقتصادية والاجتماعية مازال مغيبا رغم أن اشتوكة أيت باها يمكن أن تكون قبلة لاستتماراث مهمة ففضلا عن المجال الفلاحي يتمتع الإقليم بمقومات سياحية متنوعة : واحات، جبال، شواطئ، موروث ثقافي وحضاري غير مستغل في تقديم منتوج سياحي يمكن أن ينافس كبرى المدن السياحية في بلادنا. 3- وما ذا عن قطاع التربية والتكوين باشتوكة أيت باها بصفتكم منتميا لهذا القطاع ؟ لا يشذ إقليم اشتوكة أيت باها عن باقي المناطق ببلادنا فيما يخص قطاع التربية و التكوين، فحلم تعميم التمدرس مازال بعيدا، ونسب الاحتفاظ مازالت بعيدة عن المستوى المطلوب، وحالة البنايات المدرسية جد مزرية خصوصا بالعالم القروي الذي يشكل غالبية المجال الترابي للإقليم، ولا مجال للحديث عن الجودة وأغلبية مؤسسات العالم القروي تعرف ظاهرة الضم حيث يمكن أن يضم الفصل الواحد عدة مستويات، وهنا أريد أن أتوجه لجميع الأساتذة بإقليم اشتوكة أيت باها بالتحية على مقاومتهم لكل أشكال اليأس والظروف القاسية التي يعملون بها خصوصا بجبال أيت باها ويجب إنصافهم بتحسين ظروف عملهم وبإقرار حركة انتقالية نزيهة تحتكم إلى معايير الأقدمية والاستقرار بدل ما يسمى بالبرنام الموجه. وكذا بتشجيعهم وتحفيزهم بدل الاكتفاء فقط بالجانب المراقباتي الموسمي قبيل كل عطلة وبعيدها ... 3-تستعدون لتنظيم منتدى اجتماعي حول مستقبل بيوكرى، كيف جاءت الفكرة ؟ فكرة المنتديات الاجتماعية منبثقة عن المنتدى الاجتماعي لبورتو أليغري بالبرازيل يهتم بالخصوص بالتفكير الجماعي ضمن ورشات وندوات وموائد مستديرة في قضايا البيئة المحلية والوطنية والدولية، وبيوكرى محتاجة لمثل هذه اللقاءات نظرا لحدة المشاكل التي تعرفها في مجال الخدمات العمومية كالتعليم والصحة والنقل والأمن والترفيه وغياب المساحات الخضراء...وكذا فبيوكرى رغم أنها مركز الإقليم المحتضنة لمقر العمالة والمصالح الخارجية لمختلف الإدارات، وتقطن بها طبقة متوسطة مشكلة أساسا من الموظفين والمستخدمين وبعض التجار فإنها لا تحضى باهتمام مهم يعكس أهميتها من حيث البناء العمراني وخلق فضاءات للترفيه للأطفال واليافعين ... ولحد اليوم لا تتوفر على مفوضية للشرطة، حيث يضطر السكان للتنقل لمدينة إنزكان للحصول على البطاقة الوطنية.. كل هذا وغيره ستتداول فيه مكونات المجتمع المدني ببيوكرى ويمكن توسيع المشاركة لتشمل الجمعيات التنموية العاملة بالعالم القروي. للخروج بتوصيات وإرساء أشكال للتنسيق بينها، وقد بدأنا بتشكيل سكرتارية أولية لمباشرة الإتصال بمختلف الراغبين في المشاركة في هذا المنتدى ووضعنا بريدا الكترونيا للتواصل:[email protected] 4- كلمة أخيرة دعوتي لجميع فعاليات ومكونات المجتمع المدني ببيوكرى إلى المشاركة في هذا المنتدى، والعمل على خلق أرضية للتنسيق والتفكير الجماعي في مستقبل مدينتهم. ولدي كل الثقة في نجاح هذه الفكرة نظرا للطاقات التي تتوفر المدينة و محيطها عليها . أجرى الحوار : مصطفى تاج