يشهد إقليم اشتوكة أيت باها ، الخلفية السياحية لأكادير الكبير ، خلال الفترة مابين سادس وتاسع غشت 2008 ، فعاليات مهرجان " أماركَ" في دورته الأولى تحت شعار : من أجل تنمية ثقافية وفنية تعتمد حفظ الذاكرة .ويحتفي هذا المهرجان ، الذي تنظمه جمعية " تيليلا " المؤَسسة حديثا ، بالذاكرة الفنية الأصيلة لأهل اشتوكة أيت باها، من خلال اختيار "المقاومة في الشعر الغنائي الأمازيغي " كمحور لهذه التظاهرة الكبرى ، وذلك بتخليد رمز مهم في فن الروايس بالمنطقة ، ويتعلق الأمر بالفنان الراحل "الحسين جانطي"، وهو الشاعر الغنائي الذي وشم الساحة الفنية المحلية على نحو خاص، والوطنية على نحو عام ، بإبداعه الراقي ومساهمته الفاعلة في إذكاء روح المقاومة لدى الشعب المغربي خلال فترة الاحتلال الأجنبي . كما يشكل هذا المهرجان مناسبة أكيدة لالتقاء شعراء "أسايس " المبدعين مع أساتذة باحثين لإبراز مايختزنه الموروث الشعري الأمازيغي من إبداع يستحق الاكتشاف. اختار المنظمون لهذا المهرجان، في تجسيد حي لمبدأ القرب ، مركزين حضريين رئيسيين لإقامة سهرات هذه التظاهرة الفنية والثقافية الهامة ، حيث ستنظم أمسيتين بمدينة بيوكرى ، حاضرة الإقليم، فيما تحتضن أيت باها ، بوابة المنطقة الجبلية ، أمسية ثالثة . ويندرج هذا التوزيع في إطار الرغبة في خلق دينامية ثقافية وفنية في مختلف مناطق إقليم اشتوكة أيت باها ، فبين أهياض وروايس اشتوكة وأجماك الجبل يتأسس المعنى الحقيقي لكلمة الإبداع الفني ، دون إغفال حضور ألوان من الموسيقى الأمازيغية المعاصرة و نذكر على سبيل المثال لا الحصر مجموعة ازنزارن عبد الهادي، عموري امبارك، مجموعة أمارك فيزيون و الفنان علي شوهاد. إلى ذلك ، سيعرف المهرجان تنظيم معرض تجاري بمشاركة الوحدات الاقتصادية المحلية والجهوية ، إضافة إلى أروقة مخصصة للنسيج الجمعوي المحلي لعرض سائر الإبداعات الفنية والصور واللوحات التشكيلية ونماذج حية من مشاريعهم التنموية ، كما يحضر الجانب الإثنوغرافي بصورة كبيرة في فضاء هذا المعرض الذي سيستمر طيلة أيام المهرجان ، من خلال تقديم عدد هام من الآلات الموسيقية القديمة والحديثة بمشاركة مهنيين متخصصين في صناعتها ، بالإضافة إلى عدد هام من الوثائق التاريخية الحاملة لشواهد حية من حضارة المنطقة والضاربة أعماقها في جذور التاريخ ، وهي نفائس يعود تاريخها إلى قرون. ويروم المنظمون اعتبار هذا المهرجان فرصة سنوية يحمل في طياته مساحات لاحتضان الوجوه الفنية البارزة والصاعدة من كل الربوع ، من أجل مد جسور التواصل والمحبة والالتئام ، وتحقيق الإشعاع الثقافي والفني ، ومن ثم التنموي لمنطقة اشتوكة أيت باها . يذكر أن جمعية " تيليلا " ، المشرفة على هذا المهرجان ، تم إحداثها مؤخرا من لدن عدد من فعاليات وأطر إقليم اشتوكة أيت باها بخلفية تتغيى المحافظة على الهوية الفنية والثقافية المحلية مع الانفتاح على العوالم الخارجية المختلفة . وتتوزع مرامي الجمعية بين النهوض بالإبداع الأدبي والفني على المستويين ، الإقليمي والجهوي ، وتفعيل التبادل الثقافي مع جهات وطنية ودولية ذات الاهتمامات المشتركة ، بالإضافة إلى العمل على تنظيم فعاليات وتظاهرات ثقافية وفنية بالإقليم وكذا جمع وتدوين ماتكتنزه الذاكرة المحلية والإقليمية والجهوية .كما تسعى هذه الجمعية إلى اقتحام مجال النشر من خلال إصدار مطبوعات وكتل متخصصة في ميادين اشتغال الجمعية.