عرفت مدينة مرتيل يوم الجمعة 29 نونبر 2013 أول ملتقي جهوي بجهة طنجةتطوان حول التعليم من تنظيم جمعية المفيد تحت عنوان ورش التعليم في المغرب بين واقع الأزمة وإمكانيات الإصلاح والذي سيمتد من 29 نونبر إلى فاتح دجنبر 2013 بمكتبة أبي الحسن الشاذلي ودار الشباب ومركز الأندلس بمرتيل.. عرف افتتاح الملتقى الجهوي الأول حضور شخصيات وازنة على رأسهم نائب رئيس جهة طنجةتطوان السيد عبد الواحد الشاعر و النائب الأول لرئيس بلدية مرتيل السيد عبد الخالق بنعبود وأساتذة في قطاع التعليم ومهتمين بهذا الحقل من طلبة وفاعلين جمعويين وسياسيين ورجال الصحافة والإعلام حيث افتتح اللقاء بآيات بينات من الذكر الحكيم تلتها كلمة ترحيبية باسم الجمعية المنظمة للملتقى ثم بعد ذلك افتتح مسير الملتقى الأستاذ سليمان أشتوي بترحيب الحضور وشكرهم على المشاركة الفعالة لكل فاعلي المجتمع المدني وانخراطهم الفعال وتجاوبهم مع هذا الملتقى الذي يهدف أساسا إلى البحث عن حلول للخروج من هذه الأزمة التي يعاني منها القطاع. كما رحب بمؤطري الملتقى ضيوف اللقاء الأستاذ عبد الخالق بنعبود نائب رئيس المجلس البلدي بمرتيل وممثل جمعية الفضاء الجهوي الأستاذ محمد بودن الباحث في الشأن العام والسياسات العامة وكذلك الدكتور احمد الدرداري أستاذ القانون بجامعة عبد المالك السعدي.. بعد افتتاح الملتقى أعطى مسير اللقاء الأستاذ سليمان أشتوي الكلمة لممثل المجلس البلدي نائب رئيس بلدية مرتيل الأستاذ عبد الخالق بنعبود الذي أشار إلى أهمية هذه الملتقيات التي تساهم بشكل فعال في البحث عن كيفية الخروج من الأزمات عن طريق استراتيجيات مبرمجة وتعتمد على دراسة معقولة تلمس موقع الخلل الذي يعاني منه أي قطاع وخصوصا في ما يخص قطاع التعليم كمنظومة تربوية في بلادنا مع ضرورة الرقي بمستوى هذا القطاع الذي يساهم في الرفع من معدل التنمية البشرية كمؤشر أساسي للنهوض بهذا القطاع الذي "يحتضر" حسب تصريح ممثل المجلس البلدي بمرتيل. كما شخص الأستاذ عبد الخالق مكمن الخلل الذي يعاني منه قطاع التعليم راجع أساسا لكون المخططات التعليمية والمناهج التربوية لا تتناسب مع المستوى الفكري للتلميذ وهذا راجع لرداءة هذه المناهج وسوء التعامل مع هذا الملف الذي يراهن عليه المغرب في تقدم التعليم.. بعد كلمة ممثل بلدية مرتيل أعطيت المداخلة للدكتور احمد الدردابي أستاذ القانون بجامعة عبد المال السعدي والذي عرج في كلمته إلى المحطة التاريخية الذي عرفه المغرب مع الدستور 2011 والأولوية القصوى الذي أعطاها جلالة الملك لقطاع التعليم كما جاء في خطاب 20 غشت حيث أشار في كلمته إلى أن القطاع يعرف أزمة حقيقية متمثلة في البنية التربوية كنظام شامل والمناهج التربوية المعتمدة في التدريس كما نبه الأستاذ إلى معاناة الأسر المغربية وخصوصا الفقيرة منها مع المستلزمات المدرسية وتكلفتها الباهظة كالحقيبة والكتب والدفاتر وشبه تلك المستلزمات ب "التشيك البنكي "...ليختم كلمته بضرورة إخراج هذا القطاع من المزايدات السياسية التي لا تخدم مصلحة أبناء هذا الوطن.. وفي كلمة للأستاذ محمد بودن ممثل جمعية الفضاء الجهوي والذي كان صريحا وواضحا في مداخلته عندما اتهم مسؤولي هذا القطاع في الوزارة الوصية بضعف كفاءتهم وقلة خبرتهم في مجال التعليم وأضاف أن ما أثير مؤخرا حول إدراج الدارجة في المنظومة التربوية التعليمية هو ضرب من الجنون واستحالة تطبيق ذلك لعدم وجود صلة ترابطية بين القواعد واللغة والصرف والتحويل الموجودة باللغة العربية مع الدارجة كلغة تواصلية فقط وبالتالي اعتبرها إساءة للغة الأم كقاعدة من قواعد التعلم ببلادنا. كما لوح في الأخير إلى اعتماد بعض الأساتذة والمعلمين على مبدأ التعاطف والمعرفة في نجاح التلاميذ في حين واقع الحال يعكس قدراته وكفاءته بالمقارنة مع معدله السنوي وبالتالي هذا الأمر ساهم بشكل كبير في تراكم عدد المعطلين وأصحاب الشواهد.. وفي كلمة ختامية شكر مسير اللقاء الأستاذ سليمان أشتوي ضيوف الملتقى وكل الحاضرين على مشاركتهم الفعالة وتجاوبهم مع موضوع الملتقى وأعطى انطلاقة الورشات التكوينية التي ستبدأ أشغالها غدا السبت والأحد بكل من دار الشباب ومركز الأندلس ثم بعد ذلك حفل توزيع الجوائز ليسدل الستار عن أول يوم من الملتقى الجهوي الأول بجهة طنجةتطوان على أن تستمر أشغال الملتقى في أيامه المتبقية.