تعتبر "مسيرة فتح" لوحة تشكيلية فريدة من نوعها ومعلمة أثرية غاية في الروعة تعرض مفاتنها لسكان الحمامة البيضاء وزوارها ، والكل من بني جلدة تطوان يعرف المكان الذي يؤثثها وذلك بشارع المسيرة أمام محطة البنزين ESSO ، بنيت مسيرة فتح تخليدا لذكرى غالية على كل المغاربة ، ألا وهي ذكرى المسيرة الخضراء التي كانت في 6 نونبر من سنة 1975 بمشاركة 350 ألف مغربي ومغربية ، بقيادة الملك الحسن الثاني والتي تعتبر أكبر مسيرة سلمية في التاريخ جمعت شمل المغرب شماله بجنوبه . هذه المعلمة التي نفتخر بها نحن ساكنة تطوان لدلالاتها العميقة ، ورمزيتها التي تدل على أن الشعب المغربي عامة والتطواني خاصة متشبث بصحرائه ولن يفرط في حبة رمل واحدة منها، بناها الأستاذ والفنان الكبير التهامي الدات بمساعدة ثلة من تلامذته سنة 1982 ودامت فترة إنجازها وبنائها قرابة ثلاثة أشهر. التهامي الدات هو من مواليد القصر الكبير سنة 1932 جاء إلى تطوان ليستقر بها سنة 1948 و بها تشبع بالفن وبالضبط بمدرسة الفنون الجميلة، وسنة 1953 ذهب إلى إشبيلية " sevilla " بإسبانيا لإتمام دراسته في مجال فن النحت والتشريح ليعود من هناك ويلتحق بمدرسة الفنون الجميلة كأستاذ سنة 1958 إلى أن أحيل على التقاعد سنة 1992، وهو يعتبر أول فنان في مجال فن النحت بجهة شمال المملكة قام بمجموعة من المعارض في المغرب وخارجة فردية وجماعية ، وكذا مجموعة من التصاميم بالعديد من المدن المغربية. وللإشارة فالتهامي الدات شيد هذه المعلمة من ماله الخاص وتم نكران جميله في حق المدينة وساكنتها من طرف المسؤولين على الشأن المحلي لتلك الفترة ، حيث تعرض لضغوطات جمة منها حرمانه من التعويض عن هذه المعلمة وكذا منعه من التوقيع عليها أو بصم اسمه فيها... كل هذا يجعلنا نتساءل وبكل حسرة إذا ما كان أهل الميدان والقيمين على الشأن الثقافي والتراثي والتاريخي للمدينة يعلمون هذا ؟ كما أن هذه المعلمة حاليا تعرف نوعا من التهميش ولا تلقى الاهتمام بها من لذن مسؤولي المدينة ،حيث أننا لا نريد أن يطالها التهميش أو ان تموت في صمت ويكون مصيرها مجهولا كما حصل مع معلمة التفاحة والرمانة الذي ما زال السؤال عن مكانها بدون إجابة إلى حد الساعة . عبد البديع علال بريس تطوان