في أغلب الحالات يدفعك طبيب مستوصفك الى اللجوء الى مستشفى باب التوت بتطوان لأخد موعد العلاج أو الفحص.لكن هدا الموعد لايتم الا عبر مكتب صغير به موظفتان بكناشهما الدي يحدد نوعية المرض و أسماء المرضى مع تحديد يوم الموعد,هدا المكتب يوجد على يمين باب المستشفى و يخلق ازدحاما مهولا ,فالمرضى يجتمعون حوله الى أن ينادي رجل (سيكوريتي)أو حارس الأمن على نوع محدد من المرض فيدخلون فرادى في لهفة و شجار مع الاخرين... التنظيم جد متدني و متخلف,حتى الكراسي غير متوفرة.... أغلب الحالات من العجزة,لا حول ولا قوة لهم.المرضى المنتظرون لدورهم يعرقلون الدخول الى المستشفى حجما و لغوا و شجارا. قال لي عمر أحد المرضى : تظل تنتظر الموعد شهورا و عندما يصل دورك يقولون لك ان الطبيب غير موجود,فتعيد الكرة من جديد.عرفت من كلامه أن لاشيىء مضمون في مستشفى كان في وقت من الأوقات الأكثر انظباطا و تنظيما.دخلت وسط نسوة كلهن مريضات بالسكر,في حين كان الدور على مرضى الرأس و الرقبة,يدخلون واحدا تلو الاخر,و الساعة تشير الى الحادية عشر زوالا.قالت لي احدى المريضات ووجهها مقطب من شدة الانتظار: أنا هنا مند الساعة السابعة صباحا.الموظفون يستغلون الشهر الفضيل ليبررون تأخرهم. سمعنا رجل (سيكوريتي) الدي يقوم بأكثر من مهمة.. –يوفر الأمن و يفض كل اشتباك أو عراك –انه سكرتير متنقل يرشد كل مريض الى وجهته –و (براح) ينادي بكل الأمراض و يدخل المرضى الى مكتب, أخد المواعيد, الضيق جدا.عرفت منه أنه يقدر السخط العارم ضدهم ,لأن المسؤولية الكاملة تقع على المدير و زمرته.ٌقالت فاطمة بصوت خافت: يمكن أن أصبر على مرضي العضال لكن أمام هدا الوضع أزداد يأسا و خوفا من حالتي.فنحن نزداد تخلفا.لا أدري لمادا مستشارين الملك المفدى لم ينتبهوا الى هده الوضعية القريبة جدا من قصره.فغضبات الملك عليهم هي الحل.أما وزير الصحة فلم يغير و لن يغير ماسبقه اليه الآخرون من فساد و (لخبطة) و عدم احترام الواجب... كنت أحس أن معاناتها هي التي تنطق,رغم أنها مريضة بالدماغ فهي تعرف مكامن الخلل في قطاع الصحة ولا من مستجيب.اقتربت الى أحمد ,وجدته في الطابور ينتظر صديقه رجل (سيكوريتي).تكلمنا قليلا حتى دعاه صديقه الى الدخول وخرج للتو .فقلت له : متى موعد الفحص (في طب العيون).قال لي بلغة يائسة و مخنوقة: بعد خمسة أشهر.لا أعرف هل سأكون بصيرا أم ضريرا؟ حيا أم ميتا؟ بعد خمسة أشهر؟ و كأنني سأنضم كأس العالم... ضحك و خرج من الباب مستهزئا و محبطا. قلت لرجل (سيكوريتي)أن عملهم جد مضني .الأعصاب في كل وقت و حين,ففي ظرف ساعة واحدة حضرت على ثلاثة مشاحنات.قال لي و يداه ترتعشان: كان معنا عاملا يقوم بنفس ما أقوم به الآن.سقط مغميا عليه.وجدوا به نسبة السكر في الدم في حدود أربعة غرامات.كلنا يا عزيزي معرضين.متى؟لاندري.أما كيف و أين ؟فالجواب معروف.و أضاف .. نحن هنا نستقبل المرضى من تطوان و النواحي و حتى من مدن أخرى كالعرائش و والشاون ووزان... فالاكتظاظ شييء اعتدناه كظلنا.