كيف أعاودك وهذا أثر فأسك ؟ : وهذا المثل له قصة رمزية أسطورية، وملخص هذه القصة أن أخوين، كان لهما قطعة من الأرض، فأجدبت.. وكان بالقرب منها.. أرض أخرى تمتاز بالخصوبة ووفرة الخير فيها.. ولكن يسكنها أفعى خطيرة، تقف متأهبة لمن يجرأ على الاقتراب من هذه الأرض.. وفي إحدى الأيام نزل أحد الأخوين إلى سفح في وسط هذه الأرض، ليرعى غنمه وماشيته، فظهرت له وعقرته عقرة مميتة. وعلم الأخ الثاني بما أصاب أخاه، فعزم أن ينتقم من هذه الأفعى، ويأخذ بثأر أخيه.. ولكن علمت الأفعى بما ينوي عليه الرجل.. وتوسلت إليه أن يتركها دون أذى، مقابل أن تمنحه ما تنعم به الأرض من خير.. ومرت سنة.. وسنتان ولكن بعد ذلك نسي الرجل معاهدته مع الأفعى، وظهر في لبه فكرة الانتقام مرة أخرى.. وفي ليلة مقمرة حمل فأسه، وقصد جحرها ولما ظهرت الأفعى.. ضرب بفأسه، ولكن الضربة لم تصب الأفعى بأي أذى وقد ترك الفأس أثرا في مدخل جحرها.. وندم الرجل على خيانته للعهد، واقترح عليها .. أن يتعاهد معها مرة أخرى، وهنا قالت الأفعى " كيف أعاودك وهذا أثر فأسك ؟! وأخذ العرب هذه العبارة الموجزة "مثلا" يقال للإنسان الذي يخالف عهده، ويخون صديقه.. ويريد بعد ذلك أن يصادقه مرة أخرى. "رجع بخفي حنين ": وهذا المثل له قصة غاية الطرافة.. وتقول هذه القصة: أن رجلا يدعى "حنين "، ويعمل إسكافيا، وفي يوم أراد أن يبيع خفا من صنعه لأحد الأعراب، فعارضه الأعرابي على ثمن هذا الخف، وزادت معارضته له حتى غضب حنين من ذلك.. وصمم على السخر من الأعرابي والكيد له، وقد كان حنين " يعرف دربه الذي يسلكه في الذهاب والمجيء.. فراح إلى هذا الطريق وبيده خفان.. وضع أحدهما في وسط الطريق... والآخر على مسافة بعيدة من الخف الأول، وانزوى " حنين " في أحد الأماكن القريبة.. وعندما مرّ الأعرابي من الطريق رأى الخف الأول.. وقال ما أشبه هذا الخف بخف "حنين" هذا الرجل اللعين، وترك الأعرابي الخف، واستمر في سيره حتى رأى الخف الآخر، وندم الأعرابي على تركه للخف الأول، وعقل ناقته، وأخذ الخف في يده، وذهب إلى مكان الخف الآخر لعله يعثر عليه، وينعم بالخفين، وهنا ظهر "حنين" من مخبئه.. وامتطى ناقة الأعرابي، بما عليها من أمتعة، وانطلق بها مسرعا.. ولما عاد الأعرابي، لم يجد ناقته، فاضطر أن يذهب إلى أهله على قدميه، وعندما وصل إليهم سألوه: ماذا أتيت من سفرك ؟ فقال في حسرة : "رجعت بخفي حنين".. وصار هذا القول "مثلا" يضرب لمن يخيب في سعيه، ويعود إلى داره مثلما خرج منها. انتهى والله الموفق 02/07/2013 إعداد: محمد الشودري