الخدار وحالات النوم 6/6 يعتبر الخدار (Narcolepsy) – مرض النوم الفجائي– وثيق الصلة بالنوم لأن المصاب به يستغرق في النوم بعد فترة النعاس مباشرة.. فهو قد يستغرق فجأة في حالة تشبه النوم أثناء لعب الورق وانتظار الأوتوبيس أو العمل بجد، وقد يحدث ذلك حتى قبل أن يغير وضع جسمه على الفراش وهو متيقظ لا يزال. وقد يستمر هذا النوم لفترة تتراوح بين عدة ثوان وعشرين دقيقة وقد لا يحس الشخص عند يقظته أنه كان نائما كما يبدو عاجزا عن تذكر الأحلام. ولقد اكتشف أطباء الجيوش أن بعض الحراس الذين يقدمون للمحاكمة بتهمة النوم أثناء الدوام كانوا فعلا ضحايا هذا المرض، ومن ضحاياه كذلك صديق الطفولة العزيز "محمد العربي الصوردو" (نشأته بمرتيل) وبينما كان يسبح على ظهره أيام شبابه في شاطئ وادي مرتيل، فاجأه النوم ورمى به التيار لمسافة تفوق 300 متر في مدة تناهز 15 دقيقة. كما يحتمل أن يكون من ضحاياه نابليون بونابرت الذي كان ينام وهو يمتطي صهوة حصانه. كما أن بعض حوادث السيارات القاتلة تعزى إلى هذا المرض أيضا. وهناك شك أنه ينتج عن اضطراب في المركز الهايبوتلاموسي (Hypothalamus ) بالمخ. حسب الأخصائيين فإن كثيرا من العقاقير والمخدرات التي تستعمل لإفقاد الوعي لا تسبب نوما حقيقيا، رغم أن الشخص قد ينام قبل عودته لوعيه. وتنطبق نفس القاعدة على المسكنات المتوسطة وحبوب النوم التي تتناول لعلاج الأرق. بيد أن هذه المركبات تؤدي إلى آثار التنويم المغناطيسي الخفيف، وبعضها يؤدي إلى ارتخاء العضلات الإرادية. تعتبر بعض اضطرابات النوم.. كالكلام أثناء النوم.. مرضا شائعا. ولقد اتضح أن 40 % من طلاب الجامعة تقريبا يتكلمون أثناء نومهم، وهم طبعا لا يذكرون أنهم فعلوا ذلك. ويعتبر الكلام أثناء النوم دليلا على النوم المضطرب ونشاط الأحلام. أما المشي أثناء النوم فليس شائعا كالكلام أثناءه، وهو ما يحدث عادة نتيجة اضطرابات عاطفية، وقد يكون راجعا إلى انفصام جزئي للشخصية أثناء النوم. أما الفزع الليلي، فهو عبارة عن هجمات للقلق تصاحب الأحلام المزعجة. والمصاب بها يتقلب عادة في السرير ثم يبكي وينوح دون أن يصحو. ويكثر هذا الاضطراب بين الأطفال أكثر منه بين البالغين. كذلك تؤدي التشنجات العضلية إلى اضطراب النوم ( وهي بالتأكيد قد تحدث أثناء اليقظة) وقد تكون بعض هذه التشنجات مؤلمة. ومن حسن الحظ أنها لا تستمر أكثر من بضع دقائق. وهي تحدث عادة بعد إجهاد كبير للعضلات المتأثرة بها. وقد يوجه اللوم للمدخنين أحيانا لأن التدخين يؤدي إلى تقلص الأوعية الدموية في الذراعين والساقين. ويبدو أن أحسن علاج لها هو مد العضلات المصابة مع ربط العضلات المقابلة جيدا. أما في حالة تشنج عضلات القدم فإن مشي عدة خطوات في الغرفة قد يساعد على ارتخاء العضلات المتشنجة. ويعتبر القلق واحدا من أهم الأشياء التي يسأل فيها المرضى أطباءهم فقد يكون مؤقتا ويرجع إلى اضطرابات عاطفية. وعلى سبيل المثال فقد لا يستطيع الطالب أن ينام في الليلة السابقة على اختبار المادة التي يخشاها، كما أن بعض الأمراض الجسدية تكون مصحوبة بالأرق. ويبدو أن أهم الأسباب جميعا هو نظرة الإنسان بعصبية وقلق إلى الحياة وإلى نفسه. وعلى أن الشكل النمطي لهذه الحالة (ضحية الأرق) يكون متوترا جدا عاطفيا لدرجة أنه لا يستطيع الاسترخاء للنوم. وعموما يمكن معاملته بالعلاج الفسيولوجي كما أن بعض الشخصيات المعروفة تتعرض أيضا للإصابة بالأرق. ويعتبر مرضا شديد الأزمان وتستمر الإصابة به مدة طويلة، وغالبا ما تؤدي إلى الموت. ولقد سبقت دراسة هذا المرض علميا في الكونغو الإفريقية، حيث كان منتشرا في بداية القرن العشرين. ويصاب مرضاه عادة بحالة من السبات، يتبعها نوم متقطع ثم الوفاة. ولقد استطاع عالم البكتيريا البريطاني، سير ديفيد بروس (1855-1931 David Bruce )، بمساعدة زوجته، الجزم بأن سبب هذا المرض هو كائنات طفيلية ميكروسكوبية تدخل إلى الدم، ثم إلى النخاع الشوكي بواسطة ذبابة تسي تسي. ولقد أدى العلاج المنظم إلى إمكان مواجهة الإصابة بهذا المرض. ويحدث مرض النوم هذا بعد الإصابة بفيروس كفيروس الإنفلوانزا والحصبة. كما أن هناك احتمالا، لكنه بعيد، أن تؤدي الإصابة بالانفلوانزا والحصبة إلى الإصابة بمرض النوم بعدهما. على أي حال .. فإن الأطباء الحذقين يفتشون دائما عن بعض الأعراض المشبوه فيها، والتي قد تكون أعراض الإصابة بهذا المرض من بينها. انتهى والله الموفق 01/05/2009 محمد الشودري