بعد أسبوع جاءت نتائج اختبار الحمل. صُدمت، صُعقت، لم أقوى على الحراك كأنني مصابة بشلل نصفي، لا شلل كلي، لا أحس بأطرافي. لماذا تعاقبني هكذا يا الله، أي جرم ارتكبت، في ماذا أغضبتك؟؟ تفكيري كان فقط في نبيل، كيف سيتقبل الخبر؟ كيف له أن يحرم من كلمة أبي فقط لان زوجته عقيم، لا لا أستطيع إخباره، سيجن نفسيا، مسكين أنت يا نبيل. أشفق عليك و على نفسي. لم أستطع يومها فعل شيء سوى البكاء ثم البكاء، وكعادتنا في بعض المواقف نكتب رسائل، كتبت : "نبيل، دون مقدمات أنا عقيم" ثم رسالة أخرى: "اعرف كم صعب عليك تقبل الأمر، أنا أيضا لم أحتمل، سأقدر شعورك ، لكن ما باليد حيلة، فكرت كثيرا و أعلم أن ما سأقوله مبتذل كثيرا.. لكن حبيبي لا يمكنني حرمانك من حقوقك، حقوقك كأب، لن أقف عقبة في طريقك. أعرف مدى شوقك للأطفال، لابن يحمل اسمك، لوريث من بعدك، لابنة تكون أميرها، أعرف، أعرف.. و ليتني لا أعرف. بإمكانك الزواج، بإمكانك بدء حياة جديدة سأقبل أن تكون لي ذرة، سأقبل أن أتشاركك مع أخرى، سأقبل بزيارة واحدة في الأسبوع، سأقبل بأي شرط، فقط لا تتركني .. لا حياة لي من بعدك يا نبيل، حرمني الله من طفل فلا تحرمني منك، أتضرع إليك متسولة، نبيل لا تتركني .. آسفة، أحبك زوجتك " كنت قد اصطنعت النوم حين سمعتك تُقفل الباب، فتحت الرسالتين، أحسستُ بشهقة غصت في حلقك،و مع ذلك لم تتكلم، لم تقضني، لم .. فقط بكل هدوء، غيرت ملابسك، تأملتني و أنا "نائمة" قبلتني و اندسست بجانبي، بكل دفئ العالم حضنتني، أقسم لو أني كنت وسط كرة ثلج ما أحسست ببرودتها بل كنت فقط سأدفئ بك. حضنتني على الرغم الدمع المجمد في عينيك، على رغم الحرقة في صدرك، فقط حضنتني، حضنتني .... لم أستطع افتعال النوم، استدرت إليك، انكمشت في حضنك بغير كلام، كقطة في فصل شتاء لا مأوى لها. صدرك ملاذي الوحيد، أماني و مبعث راحتي، صدرك حمايتي و وسادتي السحرية. فقط هكذا استطعتُ النوم، فقط .. استيقظتُ صباحا على جرس الباب، أمي ....... لا بد أني أحلم، أمي كيف لم تخبريني بقدومك، ما هذه المفاجئة، آه أمي كم اشتقتك، لم لم تخبريني ؟ كنت سأطلب من نبيل أن يستقبلك في المطار. اشتقت إلى رائحتك يا أمي، كم أحب هذه الكلمة أمي، انتظري سأغير ملابسي فلا زلت بمنامتي. أخلع قميصي و إذا بي ألمح ورقة على الأرض : " سامحيني لا أستطيع ....... ، سامحيني " لم أستوعب الأمر، أ يُعقل ؟؟؟ ؟ لا ؟ هاها كم أنت غبية يا أنا هاها، لهذا جئت يا أمي، نبيل اتصل بك، كان قد علم بالأمر صباحا، هاها يا الهي.. لم يكن أبدا حضن حب، لم يكن أبدا حضن تقبل الأمر، كان حضن الوداع .. وداع أنيق، أنيق يا نبيل حتى في وداعك. ندى البرقوقي