ردّ برشلونة بقوة على الشكوك والانتقادات، عندما عاد من بعيد ليهزم ضيفه إيه سي ميلان برباعية نظيفة، خلال المباراة التي جمعت بينهما الليلة على ملعب الكامب نو، في إياب دور الستة عشر من دوري أبطال أوروبا، ليتأهل إلى الدور الموالي رغم هزيمته في الذهاب بثنائية نظيفة. وقام برشلونة بانطلاقة قوية في المباراة، عندما ضغط على دفاع ميلان المرتبك منذ الدقائق الأولى، ليتمكن المهاجم الأرجنتيني ليونيل ميسي من افتتاح النتيجة في الدقيقة الخامسة، بعد عملية مشتركة بينه وبين أندريس إنييستا، انتهت بتصويبة قوية منه، هزمت الحارس أبياتي ودخلت إلى الشباك. وتحت سيطرة تامة من برشلونة على مجريات اللعب، حاول ميلان الرّد على هدف ميسي، من هجمة سريعة قادها بواتينج في الدقيقة التاسعة، ليمرّر الكرة إلى زميله ستيفان الشعراوي، الذي لم يحسن التعامل مع الفرصة، ليسدّد كرة ضعيفة، ذهبت سهلة بين يدي الحارس فيكتور فالديس. بعدها عاد برشلونة لتهديد مرمى الخصم في مناسبات عدة، ومن ضمنها تسديدة قوية من إنييستا تصدى لها الحارس أبياتي بصعوبة، قبل أن ترتد إلى ميسي الذي صوّبها برأسية غير متقنة للشباك الخارجية، وتسديدة أخرى لتشافي هيرنانديز من خارج منطقة الجزاء تصدى لها أبياتي بصعوبة وأبعدها للركنية. ثم بدأ الميلان في الدخول في أجواء المباراة شيئاً فشيئاً، وكانت له فرصة خطيرة من هجمة مرتدة قادها ستيفان الشعراوي، حين انطلق بسرعة نحو المرمى، ليراوغ بيكيه بمهارة ويسدّد كرة قوية تصدى لها فالديس بشجاعة، قبل أن يردّ البارسا من عرضية ألفيش التي أبعدها الدفاع الإيطالي من أمام المرمى. وازدادت الإثارة والمتعة في المباراة، بفضل المرتدات التي يشنّها ميلان على مرمى البلاوجرانا، لكن هذه المرة حصل الطليان على فرصة واضحة للتسجيل، بعد خطأ فادح من ماسكيرانو، استغلها المهاجم نيانج، لينفرد بالحارس ويصوّب الكرة قوية في القائم الأيمن، تحت استغراب جماهير الكامب نو. ولم يمض على ذلك سوى دقيقة واحدة فقط، حتى جاء الرّد والعقاب القاسي من جانب برشلونة، حين تمكن مرة أخرى المهاجم الأرجنتيني ليونيل ميسي من هزم الحارس أبياتي، من كرة استلمها من زميله إنييستا على حدود منطقة الجزاء، ليصوّب كرة أرضية في الشباك، معلناً عن تفوق البارسا بثنائية. ولم تشهد الدقائق المتبقية من عمر الشوط الأول محاولات واضحة للتسجيل، لينتهي بتفوق واضح للنادي الكتلوني، وهذا ما لم يتغيّر مع انطلاق الشوط الثاني، حين بادر مجدداً برشلونة إلى الهجوم محاولةً منه للبحث عن تسجيل هدف ثالث، لكن أول تسديدة من ميسي تصدى لها أبياتي بصعوبة كبيرة. وبعد مرور عشر دقائق على انطلاق النصف الثاني من المباراة، تمكن برشلونة من تسجيل الهدف الثالث عن طريق الهدّاف التاريخي لمنتخب إسبانيا دافيد فيا، عندما تلقى تمريرة سحرية من تشافي، ليصوّب أعينه نحو المرمى، قبل أن يُرسل تسديدة متقنة على يسار الحارس أبياتي. إثر ذلك، تحوّلت الأفضلية إلى برشلونة، الذي لم يعد يكفيه سوى الحفاظ على النتيجة والدفاع عن نظافة شباكه لبلوغ الدور الموالي، بينما تحرّك الميلان للهجوم رغم إدراكه بحجم المخاطرة، فهو خاسر في كل الأحوال، ولهذا شنّ زملاء ستيفان الشعراوي بعض الهجمات المنظمة على مرمى فالديس. إحداها جاءت من سلسلة من التمريرات القصيرة بين اللاعبين، انتهت بتضييع بواتينج لفرصة واضحة للتسجيل، في حين أن برشلونة تعمد في بعض الأحيان الاستحواذ على الكرة وكسب المزيد من الدقائق، إلى جانب اصطياد الأخطاء، التي جاءت منها ركلة حرة سدّدها ميسي بلا خطورة على المرمى. ورفع الميلان من حدة ضغطه على دفاع برشلونة في الدقائق الأخيرة بعد التغييرات التي قام بها ماسيمو أليجري، وأتيحت للفريق فرص خطير، كان أبرزها عرضية من بويان حوّلها روبينيو نحو المرمى، لكن إنييستا تمكن من أداء دور البطولة، عندما أبعد الكرة من على خط المرمى. وفي الوقت الذي حاول فيه الروسونيري العودة في النتيجة وتسجيل هدف قاتل للتأهل إلى دور الثمانية من دوري أبطال أوروبا، نجح برشلونة في الاستماتة في خط الدفاع بعد دخول القائد كارليس بويول، قبل أن تأتي رصاصة الرحمة من جوردي ألبا بتسجيله الهدف الرابع في الدقيقة الحادية والتسعين.