غيرة على مدينة تطوان وإيمانا منا بالدور الإعلامي ارتأت جريدة بريس تطوان البحث والتنقيب عن تاريخ بناء معلمة الحمامة البيضاء التي سميت تطوان باسمها بل أصبحت تمثالا يضرب به المثل في الطهر والنقاء لأهالي المدينة، وتكاد جل المواقع الإلكترونية المحلية والمجلات والجرائد وواجهات المحلات تضع هذه المعلمة شعارا لها. غير أن رحلتنا نحو معرفة معطيات حقيقية عن هذه المعلمة لم تكلل بالنجاح لسبب بسيط وهو الجهل من طرف المسؤولين عن تاريخ بناءها والأسباب والغاية التي دعت إلى ذلك والميزانية التي رصدت لها أيام الثمانينيات. فكانت وجهتنا الأولى مندوبية وزارة الثقافة لتطوان هذه الأخيرة ليست لديها معطيات بخصوص هذا الموضوع ، غير ماصرح لنا به محمد الثقال من كون هذه المعلمة بناها نحات إسباني من مواليد ب1936 بمدينة تطوان يسمى كارلوس مويلا بمناسبة أول زيارة للمغفور له الحسن الثاني طيب الله ثراه للمدينة، موجها إيانا إلى السيد محمد الداودي الخليفة الأول لعامل مدينة تطوان فترة الثمانينات والذي يسكن حاليا بمنطقة بوعنان، غير أن رياح البحث ذهبت عكس مانريد حيث تهرب من ملاقاتنا المعني بالأمر والذي زرناه أكثر من أربع مرات وذلك لسبب نجهله، ثم كانت وجهتنا الدكتور محمد بنعبود الباحث والمؤرخ التطواني وعضو جمعية تطاون أسمير الذي توسمنا فيه إلمامه بالموضوع و خبايا المدينة و المهتم بتاريخها والذي بدوره لم نجد عنده أي معطى حول هذه المعلمة، معتبرا هذا الموضوع ليس له أهمية ولا قيمة تذكر منطبقا عليه المثل القائل 'فاقد الشيء لا يعطيه" والإنسان عدو لما جهل". الشيء الذي جعلنا نتساءل وبكل حسرة إذا كان أهل الميدان أجهل بحقيقة تاريخ هذه المعلمة المتميزة فماذا سنقول للأجيال الصاعدة؟ ومن يتحمل مسؤولية طمس هوية مدينتنا؟ علما أن هذه المعلمة كرمز لها حضور قوي في قلوب ساكنة المدينة وكغيره من المآثر التي نفتخر بها بداية من المدينة القديمة وأبوابها و المتاحف وتاريخ المدينة الحبيبة عامة ؟ أسئلة وغيرها نتمنى من القيمين على الشأن الثقافي والتراثي والتاريخي الإجابة عنه وشفاء غليل كل من يريد معرفة معالم بلده . يشار إلى أن الجريدة عازمة على الوصول إلى هذه المعطيات وكذا كل ماله ارتباط بالتراث التطواني المندثر كالمدفع الذي كان متواجدا بالقرب من دار الطير بالفدان ومعلمة الرمانة التي لم يعد لها وجود وغيرها من المعالم التي تموت في صمت .