وتضعها أمام واقع جديد بات حصول فلسطين على صفة دولة مراقبة غير عضو في الأممالمتحدة ، بالنسبة لإسرائيل، كابوسا قد تحول إلى واقع . حيث تخول هذه الصفة لفلسطين حق متابعة إسرائيل أمام المحاكم الدولية ، وكذا إخضاع موضوع الاستيطان للشرعية الدولية على اعتبار أنه من غير المقبول احتلال دولة عضو في الجمعية لأرص دولة عضو أخرى. وقد خلف نبأ حصول فلسطين على موطإ قدم في الأممالمتحدة فوضى و ارتباك داخل دوائر اتخاد القرار الإسرائيلية رغم أن ذلك كان أمراً متوقعا ، حيث تباينت ردود الفعل في الداخل الإسرائيلي بين من توعد الفلسطينيين بالعقاب ، وبين من حمل المسؤولية للحكومة اليمينية متهما إياها بالتطرف و الإساءة لصورة إسرائيل داخل المنتظم الدولي ، حيث نادت بعض الأصوات المعارضة بضرورة أن يكون الموقف الإسرائيلي أكثر مرونة ، إذ اعتبرت أن التعنت المجاني و السخيف في بعض الأحيان الذي تبديه الحكومة اليمينية إنما يكرس عزلة الدولة العبرية و يضعف موقفها السياسي في الساحة الدولية. و في نفس السياق فقد كان أول رد فعل رسمي لإسرائيل على هذه الخطوة الفلسطينية هو الإعلان عن بناء 3000 وحدة استيطانية جديدة، مشيدة بذلك صورا جديدا ليحول عائقا في طريق المفاوضات. وللإشارة فإن ذهاب فلسطين أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة جاء بعد أن تعثرت المفاوضات الفلسطينية -الإسرائيلية بسبب السياسة الاستيطانية التي تنهجها إسرائيل . فبعد أن شكل اليمين المتطرف حكومته تضاعف عدد المستوطنات داخل الضفة الغربية ، الأمر الذي كان بمثابة ضربة قاضية لمشوار المفاوضات. وكما كان متوقعا فقد انفردت الولاياتالمتحدة عن باقي المجتمع الدولي وبرهنت مرة أخرى على أنها أهم حامي للمصالح الإسرائيلية عندما صوتت بالرفض على المطلب الفلسطيني. هذا وقد صرحت على لسان وزيرة خارجيتها هيلاري كلينتون بأن المفاوضات الفلسطينية-الإسرائيلية هي السبيل الأكثر صلاحية لتسوية النزاع . إلا أن كلمات من قبيل المفاوضات ... و مباحثات السلام قد صار طعمها مُراً في الفم الفلسطيني بعد أن مضى عليها عقدين من الزمن