يعتبر مشروع ميناء طنجة المتوسط من أبرز المشاريع بالمغرب وأكبر الموانئ بالقارة الإفريقية ويضاهي الموانئ العالمية مثل روتردام وهونغ كونغ ونيو جيرسي وذلك نظرا لضخامته والآليات اللوجيستيكية دات المواصفات العالمية والموقع الإستراتيجي الذي شيد فوقه. وبهذا الميناء تتكون لنا صورة واضحة عن دخول المغرب مرحلة جديدة تضعه في خانة الدول التي تسير نحو الإصلاح والتقدم والإنفتاح الجاد وبالتالي يعكس لنا السياسة الحكيمة التي سنها محمد السادس ملك المغرب في هذا المضمار منذ خطاب يوليوز 2002 "فقد أعطينا تعليماتنا قصد دراسة وإنجاز مركب ضخم منائي وتجاري وصناعي على ضفاف البوغاز شرق طنجة، وإن من شأن مستواه الدولي وارتباطه بمناطق حرة لتمكين الأقاليم الشمالية من تحقيق إرادتنا في فك عزلتها وتنميتها الشاملة من خلال انخراط المغرب كفاعل وشريك في المبادلات الإقتصادية والدولية"[1]. وكان الموقع الإستراتيجي الحلقة الأبرز لإنشاء هذا الميناء وهو القرب من القارة العجوز أوروبا التي تعطينا مثالا يقتدى في التنمية السوسيو اقتصادية، وكونه يقع بأقصى غرب البحر الأبيض المتوسط ، هذا البحر نظرا لإستراتيجيته وتموقعه في ثلاث قارات تطل على ضفافه فقد عرف عبر مر التاريخ وما زال يعرف بوتيرة متسارعة دينامية كثيفة في التبادل التجاري ونقل المسافرين مما يحيل على هذه الدول إنتعاشا في اقتصادياتها فكان ميلاد ميناء طنجة المتوسط هو تعزيز هده الدينامية ليلعب دورا محوريا في الربط بين اقتصاديات القرات الأربع آسيا من الشرق وأوروبا من الشمال وأمريكا من الغرب وإفريقيا من الجنوب. ومن الواضح جدا أن الهدف من مشروع ميناء طنجة المتوسط هو تنمية المنطقة الشمالية للمملكة واخراجها من الفقر والإقلاع باقتصادها "نستنتج أن المنطقة ورثت بعد الإستقلال اقتصادا هشا تحكمت فيه صناعة عصرية بسيطة وضعيفة لا فتركز الإهتمام على ثلاثة عناصر تستطيع أن تحدث تغييرات هيكلية في المجتمع كونت في بعض الأحيان بنية لاقتصاد المنطقة وتتمثل في الهجرة الدولية والتهريب وتجارة المخدرات"[2]، وبالتالي إنشاء هدا الميناء كان خطوة ذكية "لتفعيل البعد المتوسطي لمنطقة الريف هذه المنطقة التي تشرف على البحر الأبيض المتوسط دون أن نجده حاضرا في بنياتها ودون أن تستفيد من هدا الموقع الإستراتيجي عكس المناطق الإسبانية والفرنسية والإيطالية واليونانية وحتى التونسية . وإذا كان مشروع ميناء طنجة المتوسط يدخل في هدا التوجه فإن هذا المشروع ليس كافيا لوحده لإعطاء الشخصية المتوسطية لهذه المنطقة"[3]. فالمغرب تأخر في تشييد هدا الميناء الكبير وفوت عليه كثيرا من الفرص الإقتصادية والإستثمارية الكبرى فكان من الضروري تعزيز هذا المشروع بمنشآت صناعية ولوجيستيكية بالقرب منه للرفع والدفع أكثر من بمردوديته، وياتي هذا أيضا في سياق التطورات والإصلاحات التي تشهدها المملكة وذلك بسن مخططات تنموية وإصلاحية ... "وفي ظل التقسيم الجهوي الذي من المزمع أن يدخله المغرب كان من الضروري تبني سياسة جهوية في تدبير الموانئ بحيث اعتبرت جهة طنجةتطوان من الجهات التي تجسدت فيها سياسة حقيقية لتدبير الموانئ وذلك من خلال تشييد هذا الميناء وتحويل ميناء طنجة إلى ميناء ترفيهي"[4] بقلم الطالب الباحث حفيظ ناس علي. [1] - خطاب جلالة الملك محمد السادس ملك المغرب. يوليوز 2002. [2] - علي بولربح:مدن المتوسطية المغربية واشكالية البحث عن التنمية في افق ق 21.كتاب المدينة المغربية في افق ق 21 بين الهوية الوطنية والبعد المتوسطي.جامعة الحسن الثاني المحمدية.منشورات كلية الاداب والعلوم الانسانية بالمحمدية .سلسلة ندوات رقم 12.سنة 2000.صفحة258 [3] - احمد الشعرة:التنمية المستدامة بالريفالمؤهلات والعراقيل. دينامية التحول والتنمية المستدامة بالريف.اعمال جامعة الشريف الادريسي. دورة 2005 [4] - جريدة التجديد.العدد 2602. 23 مارس 2011.