هذه الصورة هي إحدى الصور الحديثة للقرية النموذجية لجماعة جبل الحبيب ولاية تطوان ، صورة 2012 التقطتها عدسة الكاميرا من الأعلى ولو أنها لم تتم بالطائرة... ؟ في الحقيقة هي صورة تذكرنا بعهد كانت فيه العلاقة السياسية بين المغرب وأثيوبيا انقطعت بسبب اعتراف هذه الأخيرة بجبهة البوليزايو، كانت الإذاعة والتلفزة المغربية آنذاك شنت حربا إعلامية كبيرة أظهرت من خلالها الحالة المزرية التي يعيشها الإثيوبيين وكان ذلك في أواخر السبعينات من القرن الماضي ، وكان الاعلام المغربي ركز على : انظر الصورة أعلاه. والصورة أعلاه هي كما ذكرنا للقرية النموذجية لجماعة جبل الحبيب لسنة 2012 وليس السبعينات ... فاذا كانت اثيوبيا مقهورة بحكم قساوة الصحراء والطبيعة ، فان جماعة جبل الحبيب في طبيعتها تشبه منتجع سياحي عالمي رغم أننا نشاهد هذا الخراب في المباني المعبرة للقرية الواقعة بين جبل سيدي حبيب الخلاب بطبيعتة والسهول الواقعة في الأسفل يمر وسطها واد كبير وطريق رئيسية مؤدية للعاصمة الرباط ، فما الذي قهر هذه الجماعة وقاد بها لهذه الحالة المزرية التي لا يمكن لأحد أن ينكرها حتى ولو كان منافقا. ويبدو السوق الأسبوعي والبنايات المجاورة للجماعة القروية والقيادة مثل أماكن قصفتها أحدث الطائرات فأصيبت بالدمار الكامل ؟ لكن هذا للأسف مشهد لقرية في بلد امن لا نسمع فيه صوت الرصاص ، في بلد كله خيرات وكنوز لكن فيه لصوص لا يحاسبون ولا يعاقبون رغم إنهم يستحقون الإعدام إلف مرة. فهذا السوق الذي بناه الاستعمار بأكتاف رجال جبل الحبيب مازال سوقا أسبوعيا ، فليس كما قد يعتقد المشاهد والقارئ الذي ليس ابن المنطقة أنه سوقا سابقا حيث تم الاستغناء عنه ببناء سوق جديد ...؟ هذا السوق مازال ساري المفعول ودكاكينه تفتح يوميا وبداخلها سلع واصطحابها معرضون للخطر بحيث انه ممكن إن ينهار عليه دكانه في أية لحظة .. و تستخلص منه الجماعة مستحقاتها الجبائية شهريا من أصحاب الدكاكين باعتبارهم مكترون من الجماعة وكذا مستحقات أبواب السوق والباعة وكل ما هو متضمن في القرار الجبائي للجماعة . كذلك والحالة الرذيلة للسوق الأسبوعي، فهل يعني أن الجماعة فقيرة ولم تكن لها إمكانيات مالية لإعادة إصلاح وترميم السوق ومرافقه باعتباره احد المرافق الأساسية من حيث الدخل. لقد توفرت للجماعة إمكانيات هائلة وكانت كافية عشرات المرات لبرمجة جزء منها في هذا الاتجاه ، بحيث توصلت الجماعة ابتداء من سنة 2004 وما بعدها بأموال لا باس بها سواء من المجلس الإقليمي أو الدولة من خلال مؤسسات أخرى ، وقد تقرب تلك المنح المقدمة لها ابتداء من ذلك التاريخ نصف مليار سنتم ، لكن للأسف هذا المبلغ وكما سبقنا اشرنا في مقالات سابقة تم تفتيته وبرمجته في أمور لم تكن بالمجدية أو الايجابية ، حيث تلك البرامج التي تم انجازها على وشك الاندثار ، وكان ذلك مقصودا حيث تعمد رئيس الجماعة في تفتيت تلك الأموال بعشرات الملايين مقسمة في كل جهة حتى يتسنى له سرقتها ، وهذه أمور بادية للجميع ، حيث إذا توجهنا لمعاينة الميزانيات التي صرفت في تحت عنوان تزويد المداشر بالماء الصالح للشرب هي أكذوبة كشفت مدى انعدام الضير عند هذا الشخص وروح المواطنة..فها هي تلك القنوات التي يتم عبرها توزيع الماء لبعض السقاية تطل بكاملها على سطح الأرض ممزقة.. كذلك مسالة فك العزلة عن المداشر وذلك بتمكينها من طرق معبدة بالاسمنت ، هذا الاسمنت دون مراعاة بطاقات تقنية تحمي هذه الطرق من الانجراف أثناء الشتاء ، كذلك نضع علامات استفهام بخصوص هذه الطرق التي بعضها هي استكمالا لما أنجزه أصحاب الخير. ونتساءل هل رئيس المجلس لم يكن يدرك وبذلك نصحه الكثير من الأعضاء أثناء توصل الجماعة بتلك الأموال أنه يجب برمجتها غير مجزاة بذلك الشكل السيئ وأن يكون ذلك بعقلانية ، وما يؤكد سوء النية والتعمد في برمجة ميزانيات الجماعة بالشكل الذي يترك المجال للتلاعب فيه ، هو أنه وليس ببعيد تم إصلاح أرضية السوق بالاسمنت وذلك فقط بحثا عن صرف الأموال والاستفادة منها ، لان الكثير ممن يعتقد أنه كان لا داعي لذلك بحكم أرضية السوق كانت صالحة وجد مرصفة ويمكن بعد آن تم تعبيدها بالاسمنت ذلك سيطرح مشاكل تتعلق بتجمع المياه التي كانت قبل ذلك تتسرب طبيعيا في الأرض ، وقد كان الأولى إصلاح الدكاكين قبل الأرضية ، وهل رأيتم شخصا بيته على وشك السقوط وعوض آن يهتم بالسقب ينظر للأرض ؟ يبقى هذا إذا تأملنا عمل المجانين ، وفي الحالة التي تتعلق بالجماعة تبقى سرقة بع سبق الإسرار والترصد . وأخيرا نقول، وهي مجرد استنتاجات نعتقد أن المنطق يقبلها... فأثناء أول زيارة لوالي ولاية تطوان خارج الولاية بعد تعيينه بتطوان كانت جماعة جبل الحبيب ، وسبق أذكرنا هذا في مقال في سابق كان عنوانه نفاق على جماعة جبل الحبيب .... هذه الزيارة التي سبقت زيارة جلالة الملك للجماعة قصد تدشين الإعدادية ، ولم تكن زيارة واحدة ، وقلنا أنه نتمنى لو كان المسؤولين مثل السيد الوالي تكون لهم دائما مثل تلك الاهتمامات حتى يكون إخلاصهم للملك ليس خداعا وغشا... واثناء هذه الزيارة كان قد آمر كما يذكر من رافقوه وهو يتجول بالقرية بإزالة الأوساخ المحيطة بالقرية والتي كانت نتيجتها تهديم ما يقرب على 30صور منزل بوسط القرية بدون أي مبرر .. والسيد الوالي وهو في طريقه لمسجد السوق ألم يشاهد وهو يعبر السوق طولا وعرضا حالة السوق والدكاكين والأوساخ كما تبينها الصورة أعلاه ؟ لماذا بعطي أمره بهدم السوق بكامله باعتباره وسخا حقيقيا ؟ أو لان جلالة الملك لن يسلك ممر السوق فلا خوف ؟