الوطا وما عطى: يقولون: فلان اعطى راسو للوطا وما اعطى أي أطلق ساقيه وانطلق انطلاقا في اتجاه لا يدرىvمنتهاه أو غايته ويقال عندما توجد أرض مستوية فسيحة على مد البصر. وقد يكنى بذلك عن أن المجال فسيح للعمل بحرية كاملة شاملة غير محدودة. ولد الأَمَا مَا يَفْلَح، ويدا فَلَح يا عَجَبًا: ابن الأمة لا يفلح، وإذا أفلح فيا للعجب. كناية عن أن جل الإماء يهملن تربية أبنائهن، وطبيعي أن الذي لا تحسن تربيته في صغره يجد صعوبات في كبره فلا ينجح في عمله، لأن المرء يشيب على ماشاب عليه في الغالب يقال عندما ينبغ أو يسف ويسخف أحد أبناء الإماء، وكان وما زال عدد منهم بتطوان حتى الآن على أن أبناء الإماء اليوم في طريق الانقراض، وقد برهن الواقع على أن الناس يمكن أن يعيشوا بدون إماء، بعد أن كان هناك أناس يزعمون أن التسري من ضروريات الحياة. وحقيقة لقد صنف من أصناف التمتع لدى بعض الناس، ولكن الحياة تسير بذلك وبدونه. وعلى ذكر أبناء الإماء هل تعرف من هم أبناء الإماء؟ لقد كان الاتصال الجنسي بين الرجل والمرأة على ثلاثة أصناف، إما بالزواج الشرعي الذي يكون بالصداق والولي والشهود العدول… إلخ. وإما بطريق الزنى والسفاح كما تتسافد الحيوانات وهو محرم شرعا وعادة، وفيه خطر على المجتمع وإما بطريقة ثالثة هي التسري، أي إن الرجل يتملك امرأة أو بنتا، إما بطريق الشراء بالمال، وإما بطريق الهدية أي تهدى إليه من غيره وتصير ملكا له فيجامعها بملك اليمين كما يقولون، وكان بعض الناس – إما من الأخيار وإما من الشهوانيين يعمدون إلى هذه الوسيلة فرارا من الزنى وما أظن أنهم كانوا ناجين منه، لأن أولئك الإماء لم يكن في الواقع سوى حرائر مسلمات لا يحل نكاحهن إلا عن طريق الزواج الشرعي، وكان اللصوص ومن في معناهم، هم الذين يختطفونهن اختطافا من بين أحضان أمهاتهن ويبيعونهن بيعا كما تباع الأنعام. نعم كان هناك من يحتاط لدينه من المتدينين الأفاضل، فيحرر أمته ،تحريرا، فتصير حرة، ثم يتزوجها الزواج الشرعي. كذلك كان الحال حتى قيض الله للمجتمع من يمنع بيع أفراد البشر، فانقرضت عادة التسري واتخاذ الإماء للفراش وانتهى عهد أبناء الإماء، واستطاعت الدنيا أن تعيش بدون إماء. وصل الكِذَّابِ لُبَابُ الدَّارِ: بلغ الكذاب إلى باب الدار. أي لا تواجه الكذاب بالتكذيب من أول الأمر، بل جاره إلى أن يفتضح أمره، ويشاهد كذبه بنفسه، أو اعمل معه عملا أو قف معه موقفا يشعر معه بأنك تعلم أنه كذاب مفضوح. ولعل أصله أن كذابا كان يتحدث عن أن دارهم أو ما فيها شيء من الغرابة بمكان، فصحبه أحد رفقائه إلى باب داره، فإذا بها دار عادية مثل دور سائر الناس، فافتضح أمره، وتبين كذبه يقال عندما يوجد شخص يكذب، ولكن سامعه لا يريد أن يصارحه بأنه لا يصدقه، بل يريد أن يوقفه على كذبه بنفسه، فيسايره حتى يفتضح كذبه، ولا يبقى له محال للإصرار على قوله. وبعضهم يقول: تبع الكذاب حتى لباب الدار. العنوان: الأمثال العامية في تطوان والبلاد العربية (الجزء الرابع) للمؤلف: محمد داود تحقيق: حسناء محمد داود منشورات باب الحكمة (بريس تطوان) يتبع...