عرض مساء أمس ضمن عروض أفلام المسابقة الرسمية للدورة 29 لمهرجان تطوان لسينما البحر الأبيض المتوسط فيلم "الصيف الجميل" للمخرجة الإيطالية لورا لوتشيتي. نتابع في فيلم "الصيف الجميل" شخصيتين لفتاتين شابتين أواسط الثلاثينات من القرن الماضي واللتان تنشأ بينهما نوع من العلاقة الملتبسة، الأولى تعرض جسدها لفنانين تشكيليين كي يرسموها عارية والثانية تشتغل في دار للخياطة والأزياء وتظهر تفوقا وموهبة في عملها تجعل مشغلتها تفضلها وتكلفها بخياطة وتصميم ألبسة أفضل زبوناتها. لكن كل هذا سيتغير بعد دخول الفتاة البريئة والتي ليست لديها تجارب عاطفية في عوالم صديقتها التي تعرفها إلى معارفها ومن بينهم فنان تشكيلي شاب مستهتر، لتنقلب حياة الفتاة رأسا على عقب. استطاعت المخرجة إلتقاط أجواء الثلاثينات من القرن الماضي في إيطاليا حيث تطغى على الفيلم أجواء رومانسية تتماشى مع طبيعة الشخصية الرئيسية التي نتابع الأحداث من وجهة نظرها البريئة رغم أن عوالم صديقتها تتناقض نهائيا مع هذه البراءة وتخدشها وتجرها لعوالم مناقضة لما تعودت عليه في قريتها النائية،حيث تبدو صديقتها أقرب ماتكون لعاهرة متعددة العلاقات الجنسية الأمر الذي سيجعلها تصاب بمرض الزهري. كان تتبع العلاقة بين الفتاتين بشكل تدريجي من صداقة بريئة لإعجاب يتطور لعلاقة حب وبشكل تدريجي وبدون تعسف ناجحا وموفقا، ويبدو النفس الروائي حاضرا في الفيلم كونه مقتبسات من رواية للكاتب الإيطالي المعروف سيزاري بافيزي. الأزياء والملابس كانت معبرة عن الفترة التاريخية وعن طبيعة الشخصيات. الديكور أغلبه كان داخل الأستوديو لكنه أيضا نفذ بإتقان وإبداع بحيث أعطى الانطباع والإيحاء أنها مشاهد خارجية. كان تمثيل الممثلتين الرئيسيتين جيدا بحيث عبرتا عن طبيعة الشخصيتين المتناقضتين لكن المنجذبتين لبعضهما البعض، وكأن كل واحدة منهما تبحث عند الأخرى ما ينقصها وتجده عندها.