جرى، اليوم الخميس بالدار المتوسطية للمحامين بتطوان، تقديم نتائج الدراسة التشخيصية لمشروع إرساء نموذج خدمات الرعاية المنزلية للأشخاص في وضعية إعاقة . وتهدف هذه الدراسة، المنجزة من طرف جمعية حنان لرعاية الأطفال المعاقين بشراكة مع مؤسسة صامو الإسبانية وبتمويل من لدن وكالة التعاون الأندلسي للتنمية وبلدية إشبيلية، وكذا بدعم من هيئة المحامين بتطوان وجماعة تطوان، الإحاطة بمجموعة من التحديات والاكراهات التي يواجهها مقدمو الرعاية للأطفال في وضعية إعاقة. كما تهدف هذه الدراسة، التي أشرف عليها مكتب دراسة متخصص، الى تقوية قدرات مقدمي الرعاية للأطفال في وضعية إعاقة، بغية تحقيق دمج اجتماعي لهذه الفئة المجتمعية، إلى جانب تحسين رعاية واستقلالية الأشخاص ذوي الإعاقة الأكثر هشاشة، سواء في العالم القروي أو في العالمي الحضري. وأبرزت الدراسة أن أغلب مقدمي الرعاية للأطفال في وضعية إعاقة، هن النساء، اللائي يبلغن إلى مستوى متقدم جدا من الإحتراق النفسي، مما يفرض ضرورة دعم ومواكبة خدمة الرعاية، كما تحتاج إلى إعتراف حكومي، في إطار التوجه السياسي لإرساء الحماية الاجتماعية، كخدمة قابلة للدعم شأنها كشأن ما هو معمول به في التجارب الدولية. وأظهرت الدراسة أن ساعات العمل التي يقضيها مقدمو الرعاية للأطفال في وضعية إعاقة تفوق 6 ساعات يوميا، ينجز خلالها سبع خدمات أساسية، من خمس خدمات للشخص في وضعية إعاقة، وخدمتين للاسرة الكاملة. و بينت الدراسة كذلك أنه في العالم القروي لا وجود لمفهوم إقتسام المسؤوليات، بينما يحضر هذا المفهوم نسبيا في المدن، بحسب المناطق والاحياء. و كشفت هذه الدراسة، التي اعتمدت على تقنية المسح الاستقصائي، أن نسبة قليلة من مقدمي الرعاية للأطفال في وضعية إعاقة إستفادت من الدعم المالي المباشرة، رغم أن جل الأسرة يعانون من الهشاشة والفقر. وبالمناسبة ،أبرز رئيس جمعية حنان لرعاية الأطفال المعاقين بتطوان عبد السلام الباكوري، أن الجمعية إرتأت الاحتفاء باليوم العالمي للمرأة من خلال هذه الفعالية، قصد الوقوف على نتائج الدراسة التشخيصية حول إرساء نموذج خدمات الرعاية المنزلية للأشخاص في وضعية إعاقة، التي أنجزتها جمعية حنان، بشراكة مع فاعلين مؤسساتين وجمعويين مغاربة واجانب. وأضاف رئيس الجمعية، في تصريح لوكالة المغرب العربي للانباء، أن أهمية هذه الدراسة تكمن في كونها تساهم, بمناسبة علمية، في المشروع الذي تنجزه جمعية حنان لرعاية الأطفال المعاقين المرتبط بالتربية الدامجة، مشددا على أن هذا المشروع ،الذي يحمل شعار "الرعاية والاستقلالية"،يسعى الى تقوية دور مقدمات الرعاية بغرض تحقيق دمج اجتماعي أمثل للأشخاص ذوي الإعاقة بتطوان ،ويهدف بالأساس إلى تحقيق الدمج الاجتماعي والاسري، الذي هو مدخل أساسي للتربية الدامجة. وفي تصريح مماثل، أشار الخبير الاستشاري في قضايا الإعاقة، احمد أيت إبراهيم، إلى أهمية هذه الفعالية، التي تندرج ضمن ورش الحماية الاجتماعية، وخاصة خدمة الرعاية المنزلية، موضحا أن هذه الخدمة غالبا ما تقدمها النساء، بصفة أكبر الأمهات، وتتضاعف وتتعقد إذا كن يقدمن الرعاية لأكثر من طفل معاق. وأضاف الخبير أن هذه الفئة تحتاج إلى دعم ومواكبة ضمانا لتحسين وضعية الأشخاص المعاقين بالمغرب، الذين يحتاجون إلى حماية وعناية خاصة، تماشيا مع المشروع الملكي الكبير المتعلق بالحماية الاجتماعية والدولة الاجتماعية.